انهيار اتفاق النووي الإيراني.. هل ينذر بالحرب؟

كومبو يجمع الرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس الأميركي دونالد ترمب
-
ما إن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الذي كان قد أبرم بين إيران والقوى الكبرى في 2015، حتى بدأ النقاد يحذرون من عواقب هذه الخطوة، فهل ينذر انهيار الصفقة باشتعال الحرب في المنطقة برمتها؟
 
في هذا الإطار، يقول تحليل مطول نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية كتبه بن هوبارد وأسهمت فيه هويدا سعد إنه ما إن أطاحت الولايات المتحدة بنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين حتى بادرت إيران إلى إرسال أسلحة إلى المليشيات والأحزاب الموالية لها في العراق، حتى وضع العراق في دائرة النفوذ الإيرانية.
 
ويضيف التحليل أن إيران نشرت أيضا مقاتلين تابعين لها ودعمت مليشيات أخرى في بعض البلدان العربية التي اجتاحها الربيع العربي، كما في سوريا واليمن، وأنها استغلت الفرصة لإرساء بنية تحتية عسكرية في سوريا في أعقاب الفوضى التي تسببت بها الحرب التي تعصف بها منذ سنوات.
 
وسبق للرئيس الأميركي باراك أوباما أن قدم فرصة كبيرة للجميع تمثلت في المفاوضات التي أدت إلى إبرام صفقة النووي، وأدت إلى رفع العقوبات التي خنقت الاقتصاد الإيراني، مما مهد الطريق لإعادة إدماج طهران في النظام الدولي.

تحالف وعقوبات
لكن الرئيس ترامب وإسرائيل وبعض دول الخليج يريدون الآن تغيير الأوضاع في هذا السياق، حيث أعلن ترامب عزمه فرض عقوبات جديدة على طهران وهدد بمعاقبتها على سلوكها على المستوى الإقليمي.

كما أنه لا يزال من غير المعروف ما إذا كان انهيار الاتفاق ستكون له نتائج أفضل، وسط التساؤل عن الخطوة التالية، خاصة إذا اكتسبت طهران المزيد من النفوذ في ظل احتفاظها بشبكة كبيرة من المليشيات التي تدافع عن مصالحها في ما وراء حدودها.

ويضيف التحليل أنه عندما أعلن ترامب عن انسحاب بلاده من اتفاق النووي الإيراني كانت الأحزاب المدعومة من طهران تخوض انتخابات برلمانية في لبنان والعراق، وكانت جماعة الحوثي في اليمن المدعومة من طهران تطلق الصواريخ البالستية على العاصمة السعودية الرياض.

ويشير التحليل إلى أن "محور الشر" المتمثل في إيران بنى ما يسميه "محور المقاومة" الذي يمتد عبر العراق وسوريا إلى لبنان، وأن القوات الإيرانية والمليشيات المتحالفة معها هي الآن على عتبة إسرائيل والسعودية خصمي إيران التقليديين.

نذر مواجهة
وفي حين يشتد التحالف المؤلف من الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض دول الخليج للوقوف في مواجهة إيران أكثر من أي وقت مضى، فإنه يبقى تحالفا ذا قدرات محدودة، وسط تردد الولايات المتحدة في التورط بحروب جديدة في الشرق الأوسط، وفي ظل عزم ترامب سحب قواته من سوريا.

وأما دول الخليج بقيادة السعودية فأنفقت المليارات على الأسلحة المتطورة على مر السنين، لكنها لم تثبت بعد أنه يمكنها استخدامها بفاعلية، فضلا عن تورطها في حرب جوية على اليمن، وتعثر سياساتها وتدني نفوذها الدبلوماسي في لبنان وسوريا والعراق.

بيد أن إيران ابتكرت طرقا إبداعية لرعاية العلاقات الإستراتيجية التي لا تتطلب إنفاقا عسكريا كبيرا.

ويشير التحليل إلى الاشتباكات الإيرانية الإسرائيلية الأخيرة المتمثلة في إطلاق إيران صواريخ من سوريا على هضبة الجولان المحتلة، وشن إسرائيل هجمات واسعة استهدفت مواقع عسكرية إيرانية داخل سوريا، وسط الخشية من توسع نطاق هذ الاشتباكات لتشعل حربا جديدة في المنطقة.

المصدر : الجزيرة + نيويورك تايمز