فورين بوليسي: إسرائيليون منعوا الحرب مع إيران

Israel's Prime Minister Benjamin Netanyahu (R) hugs Meir Dagan, the outgoing director of Israel's spy agency Mossad, after thanking him at the beginning of the weekly cabinet meeting in Jerusalem January 2, 2011. REUTERS/Ronen Zvulun (JERUSALEM - Tags: POLITICS)
نتنياهو (يمين) يحضن داغان بمناسبة مغادرة الثاني رئاسة الموساد في يناير/كانون الثاني 2011 (رويترز)

مع تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران بسوريا، تنامى خطر دخول الطرفين -وهما بين الأقوى في المنطقة- في حرب شاملة، لكنها ليست المرة الأولى التي يجد فيها البلدان نفسيهما على حافة الهاوية.

ذكرت ذلك مجلة فورين بوليسي الأميركية قائلة إنه وقبل عشر سنوات عند بداية الفترة الثانية لبنيامين نتنياهو في منصب رئيس الوزراء (حاليا هو في فترته الرابعة) فكّر جديا في تنفيذ ضربات ضد مرافق نووية إيرانية، لكن الرئيس الأميركي باراك أوباما ضغط عليه كثيرا للامتناع عن التنفيذ.

وعندما أمر نتنياهو قادة الجيش الإسرائيلي بوضع القوات في حالة تأهب قصوى على كل حال، في تمهيد محتمل لحرب ما، كان قادة الجيش هم الذين أوقفوا الخطة.

وردت هذه المعلومات في سيرة جديدة لنتنياهو أعدها أنشيل بفيفر بعنوان "بيبي: الحياة العاصفة وعصر بنيامين نتنياهو".

كراهية شارون لنتنياهو
ومما ورد أيضا أن نتنياهو عندما عاد في مارس/آذار 2009 إلى رئاسة الوزراء وجد مائير داغان رئيسا للموساد، ويوفال ديسكن رئيسا لجهاز الأمن الداخلي (شين بيت)، وكلاهما تم تعيينه من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أريل شارون، وانتقلت إليهما كراهية شارون العميقة لنتنياهو.

وكان داغان يشمئز من منظر نتنياهو على كرسي شارون، كما كان يمتع أصدقاءه وحتى الصحفيين بقصص عن نتنياهو، وهو الوحيد في الحكومة الإسرائيلية الذي سمح لنفسه بمخالفة نتنياهو علنا، وكان يصر في الاجتماعات الأسبوعية لإقرار العمليات الخارجية عالية الحساسية على أن يتحمل نتنياهو المراوغ المسؤولية، وأن يصدر أوامر دقيقة.

‪الجنرال أشكينازي‬ (رويترز
‪الجنرال أشكينازي‬ (رويترز

وفي إحدى المرات عندما كان داغان يقدم تنويرا لنتنياهو بمقر سكن رئيس الوزراء، دخلت عليهما زوجة نتنياهو سارة، وطلب منه نتنياهو أن يستمر في التنوير، حيث إن سارة مطلعة على كل أسراره. وسأل داغان نتنياهو إن كانت زوجته لديها إذن رسمي من "الشين بيت"؛ عند ذلك غادرت سارة، ولم يُطلب من داغان أبدا أن يقدم تنويره بمنزل نتنياهو.

تأثير الهولوكوست
وكان داغان، مثل نتنياهو، يعتقد بأن إيران تشكل خطرا قاتلا لإسرائيل، وكان يعلق بمكتبه برئاسة الموساد صورة ليهودي متدين يركع على ركبتيه أمام جنود نازيين. وكانت هذه الصورة بالنسبة إليه ترمز لجده قبيل اغتياله بلحظات. ويقول إنه ينظر لهذه الصورة كل يوم ويتعهد بألا يتجدد الهولوكوست، لكنه يؤمن بأن الحرب السرية التي شنها وهو برئاسة الموساد في 2002 هي السبيل الوحيد للحرب ضد إيران، أما الضربة العسكرية فهي وسيلة فظة وغير فعالة، ولا يمكن استخدامها إلا كملجأ أخير.

والجنرال ديسكن لديه الرأي نفسه حول الهجوم العسكري ضد إيران وحول نتنياهو، ومثله أيضا تم تعيينه من قبل شارون، وقد كان على رأس "الشين بيت" لأربع سنوات عندما تم انتخاب نتنياهو لرئاسة الوزراء.

وليس كل قادة الجيش الإسرائيلي يشاركون داغان وديسكن معارضتهما لضربة جوية ضد إيران، لكن الاثنين لديهما حليف مهم برئاسة أركان الجيش وهو الجنرال غابي أشكينازي، وهو عسكري مشاة خشن من لواء جولاني. وكان أشكينازي يكره خريجي الوحدة الخاصة المحنكين، ومنهم نتنياهو ورئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك.

قائد الجيش المعارض
وكان أشكينازي مسؤولا عن إعداد الجيش لضربة عسكرية ضد إيران، وفي الوقت نفسه يقف في المقدمة لوقف هذه الضربة. وفي 2010 لعب دورا رئيسيا في منع عملية ضد إيران؛ فقد أمر باراك الجيش بالاستعداد لعملية، ورد أشكينازي بأنه وحسب رأيه المهني، فإن الجيش يفتقر للإعداد الاستخباراتي واللوجستي المطلوب للنجاح.

واختلف باراك مع تقييم أشكينازي، لكن لم يكن لديه خيار آخر غير التأجيل، وأمر بإعداد التجهيزات الضرورية في أسرع وقت ممكن.

وبعد عدة أشهر انضم أشكينازي إلى داغان وديسكن في معارضة أكثر درامية لباراك ونتنياهو، وهي أقوى تعارض بين الجيش الإسرائيلي والقادة السياسيين منذ عشية حرب الأيام الستة في 1967 عندما طلب الجنرالات من رئيس الوزراء آنذاك ليفي أشكول أن يصدر أوامر لهم بمهاجمة مصر وسوريا، لكن بالنسبة لأشكينازي وحلفائه انقلبت الأدوار بأن أصبح الجنرالات يكبحون السياسيين. 

المصدر : فورين أفيرز