محمد صلاح.. لاعب ليفربول ملهم الشباب المسلم

محمد صلاح يتوج بلقب افضل لاعب
محمد صلاح يتوج بلقب أفضل لاعب (الفرنسية)

في مقالها بفايننشال تايمز، تحكي المحررة رولا خلف عن نشأتها في عائلة مفتونة بفريق ليفربول منذ زمن طويل قبل أن يطأ أي فرد من الأسرة قدمه في بريطانيا، وكيف كان إخوتها مثل العديد من الأطفال في العالم النامي مهووسين بالكرة الإنجليزية وخاصة ليفربول.

وتقول إن افتتانها القديم بالكرة الإنجليزية قد خبا منذ زمن لكن اهتمامها بليفربول قد تأجج مؤخرا بسبب علاقة بين الكرة والاندماج الاجتماعي. وهذا التقارب يتجسد باللاعب المصري محمد صلاح (25 عاما) المهاجم الكهربائي في ليفربول وأفضل لاعب في الكرة الإنجليزية اليوم (كما صوت له زملاؤه المحترفون ورابطة كتاب كرة القدم). ومنذ توقيعه للعب في ليفربول العام الماضي وقد أصبح "مو MO" -الحرفان الأولان من اسمه كما ينطقها المشجعون الإنجليز- رمزا للمسلمين الشباب في بريطانيا.

وأردفت رولا بأنه في أجزاء من أوروبا حيث تنشط الشعبوية وكراهية الأجانب (إسلاموفوبيا) يمكن للحية أو مسجد أو حتى اسم أن يجعل أي رجل مسلم قلقا. و"الملك المصري" كما يشير إليه المشجعون يفتخر بلحيته ويصلي قبل المباريات ويخر ساجدا شكرا لله عندما يسجل هدفا، كما سمى طفلته "مكة" تيمنا بأشرف بقاع الأرض عند المسلمين.

‪مشجعو ليفربول يغنون لنجمهم المفضل‬ مشجعو ليفربول يغنون لنجمهم المفضل (مواقع التواصل)
‪مشجعو ليفربول يغنون لنجمهم المفضل‬ مشجعو ليفربول يغنون لنجمهم المفضل (مواقع التواصل)

ومع إن إسلام صلاح لا يختلف عن أي شخص آخر، لكن معجبيه يحبون هذا الإسلام. فقد أصبح فجأة رائعا، ورائعا لدرجة أن مشجعي ليفربول اقتبسوا لحن فرقة بريتبوب الشعبي "Good Enough" من عام 1996 ليكون عنوان أغنية لصلاح انتشرت بشكل كبير على الإنترنت والتي يقول مطلعها "إذا كان جيدا بما يكفي لك فهو جيد بما يكفي لي. وإذا سجل أهدافا أخرى فسأكون مسلما أيضا… إذا كان جيدا بما يكفي لك فهو جيد بما يكفي لي. الجلوس في المسجد، هو المكان الذي أريد أن أكون فيه أيضا".

صلاح ليس أول ولا آخر لاعب مسلم بالعالم الغربي، لكنه يتحدث إلى الشباب المسلم هناك حيث كانوا هدفا للريبة في البلدان التي تنشط فيها السياسات الشعبوية والتأصيلية المعادية

وفي مسقط رأسه مصر التي تضاءلت مكانتها الطويلة كقوة إقليمية بسبب الانقسامات السياسية التي مزقت مجتمعها، تبقى نجومية صلاح الدولية مصدر فخر ودافعا نادرا للوحدة الوطنية. فهو يحظى بشعبية كبيرة لدرجة أن بعض الناخبين كتبوا اسمه على أكثر من مليون بطاقة اقتراع ملغاة في انتخابات الرئاسة في مارس/آذار.

كما أن نشأته في قرية فقيرة بدلتا النيل وحديثه عن معاناته لأكثر من أربع ساعات عندما كان يضطر للسفر للتدريب خمسة أيام في الأسبوع بمثابة إلهام لملايين الشباب المصريين الذين لديهم أحلام كبيرة.

ومع أن صلاح ليس أول ولا آخر لاعب مسلم في العالم الغربي، لكنه يختلف عنهم لأنه يتحدث إلى الشباب المسلم لا سيما في الغرب، حيث كانوا هدفا للريبة في البلدان التي تنشط فيها السياسات الشعبوية والتأصيلية المعادية. كما أن شهرته ونجاحه يقدمان صورة مختلفة عن الشباب المسلم في وقت استقطب فيه صعود تنظيم الدولة -الجماعة التي تستهدف الشباب المسلم في الغرب بنسخة محرفة عن الإسلام وهجمات إرهابية في المدن الأوروبية- الرأي العام الغربي عن الإسلام.

وختمت رولا مقالها بأن صلاح لا يحب الحديث عن دينه. وفي المقابلات يبدو متواضعا وبسيطا ويفضل تسليط الضوء على هويته كلاعب، ويبقى انتباهه مركزا على استعادة مجد ليفربول في أيام شبابها. ومع أنه قد لا يدرك ذلك إلا أن موهبته يتردد صداها أبعد من اللعبة وتتعدى ليفربول بكثير.

المصدر : فايننشال تايمز