ترمب يتوعد "الحيوان" الأسد بدفع ثمن باهظ

Relatives and activists inspect the bodies of people they say were killed by nerve gas in the Ghouta region, in the Duma neighbourhood of Damascus August 21, 2013 in this handout provided by Shaam News Network. Syrian activists accused President Bashar al-Assad's forces of launching a nerve gas attack on rebel-held districts near Damascus on Wednesday that they said killed more than 200 people. There was no immediate comment from Syrian authorities, who have denied using chemical weapons during the country's two-year conflict, and have accused rebels of using them, which the rebels deny.
النساء والأطفال من بين أبرز الضحايا للهجمات بالأسلحة الكيميائية في سوريا (رويترز)
تناولت صحف أميركية الهجوم بالأسلحة الكيميائية على دوما في ريف دمشق أول أمس السبت، وتحدث بعضها عن تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب رئيس النظام السوري بشار الأسد بدفع ثمن باهظ، وأشارت إلى أنه وصفه بالحيوان.

فقد أشارت صحف إلى أن الأطفال والنساء في سوريا يعتبرون من بين أبرز ضحايا الهجمات بالأسلحة الكيميائية التي تشير أصابع الاتهام إلى أن النظام السوري هو من يقف وراءها، والتي تستهدف المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة، وإلى أن أبرز هذه الهجمات ما تعرضت له الغوطة الشرقية بريف دمشق في 2013 بغاز السارين.
 
وقال بعضها إن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما كان قد رسم خطا أحمر يحظر على رئيس النظام السوري بشار الأسد استخدام الأسلحة الكيميائية في الحرب المستعرة بسوريا منذ سنوات، لكن هذا الخط لم يجدِ نفعا على أي لون كان.

وتشير مجلة نيوزويك إلى أن بلدة خان شيخون في ريف إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة كانت قد تعرضت في أبريل/نيسان 2017 لهجوم بالأسلحة الكيميائية، وإلى أن ترمب أصدر أوامره بشن هجمات بصواريخ "توماهوك" على عدد من الأهداف في مطار الشعيرات بريف حمص الشمالي بوصفه القاعدة التي انطلق منها هذا الهجوم.

قصف جديد
وتضيف نيوزويك أن عاما يمر على تعرض خان شيخون للقصف بالكيميائي حتى تعرضت بلدة دوما في الغوطة الشرقية لقصف جديد بالأسلحة الكيميائية أول أمس السبت، مما حدا بالرئيس ترمب إلى أن يطلق تغريدة غاضبة أمس الأحد يصف فيها الرئيس السوري الأسد بـ"الحيوان".

وتتساءل نيوزويك في تحليل كتبه ماكس كوتنر: هل يقصف ترمب سوريا مرة أخرى؟ مشيرة إلى أن أكثر من خمسمئة مصاب كانوا قد راجعوا المراكز الطبية إثر هذا الهجوم الأخير، وأن الهجوم أسفر عن مقتل 42 شخصا، وسط صور صادمة لجثث متكدسة للضحايا، بمن فيهم نساء وأطفال رضع.

ونسبت إلى ترمب نحيه باللائمة على روسيا وإيران لدعمهما الأسد، وعلى الرئيس أوباما لرسمه خطه الأحمر في الرمال وإلا لكانت المأساة السورية قد انتهت منذ زمن بعيد ولكان الأسد "الحيوان" شيئا من التاريخ.

وفي السياق ذاته، نسبت نيوزويك في تقرير منفصل كتبته هارييت سينكلير إلى أحد مساعدي ترمب القول إنه لا خيار بعيد عن الطاولة في هذا السياق.

وقال توماس بوسيرت مساعد ترمب لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب أثناء مقابلة مع "أي بي سي" إن الإدارة تدرس هذا الهجوم المروع، واصفا صور الضحايا التي تشتمل على أطفال رضع ونساء بالفظيعة، مضيفا أن بلاده تحتاج إلى زيادة الشراكة الإقليمية وزيادة الوجود الأميركي في المنطقة.

ثمن باهظ
من جانبها، تساءلت صحيفة واشنطن بوست في تحليل كتبته أماندا إريكسون: هل سيأمر ترمب بضربة أخرى ضد النظام السوري؟

ويشير التحليل إلى الرغوة التي كانت تخرج من أفواه ضحايا الهجوم الأخير، وإلى صعوبة التنفس التي كانوا يعانونها، وإلى توعد ترمب الأسد "الحيوان" بدفع ثمن باهظ.

وعرض التحليل مسارا زمنيا للهجمات بالأسلحة الكيميائية التي تعرضت لها مناطق المعارضة عبر السنوات الماضية للحرب في سوريا.

أما صحيفة ذي وول ستريت جورنال فقالت في افتتاحيتها إن ترمب قد تمكن من إلحاق الهزيمة بالأسد على موقع تويتر، وتساءلت: ولكن كيف للأسد أن يخشى تهديدات ترمب وهو لم يكن صارما في ما مضى بهذا السياق.

وأوضحت أن ترمب سبق أن قصف قاعدة عسكرية تعود لنظام الأسد بصواريخ توماهوك، وذلك في أعقاب الهجوم بالكيميائي على خان شيخون، ولكنها كانت ضربة واحدة ولم يكن الرد جادا وقاسيا ليردع النظام السوري.

وأضافت أن القوة القاسية فقط هي التي يمكنها أن تردع "طغاة" مثل الأسد من استخدام أسلحة الدمار الشامل ضد المواطنين، وقالت إنه إذا كان ترمب يريد أن يكون جادا وعلى عكس أوباما فإن عليه أن يفعل شيئا أكثر من مجرد التهديد بالتغريد.

أما مجلة ذي أتلانتك فقالت من خلال مقال للكاتب كريشناديف كالامور إن هجمة ترمبية أخرى على الأسد "الحيوان" تلوح في الأفق.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية