هل يمكن اعتبار قرود الشمبانزي أشخاصا؟

Zoo staff Sholpan Abdibekova and Tomiris, a five-year-old chimpanzee, react as they watch a BBC environmental programme in a primate winter enclosure in Almaty March 6, 2015. REUTERS/Shamil Zhumatov/File Photo
موظفة في حديقة حيوانات في آلماتي بكزاخستان برفقة شمبانزي أمام أحد البرامج التلفزيونية (رويترز)
إلى أي حد تتشارك قرود الشمبانزي في سماتها مع البشر؟ وهل يمكنها أن تعرف حالها في المرآة؟ وهل يمكنها التواصل باستخدام لغة الإشارة؟ وهل يمكنها تشكيل صداقات طويلة الأمد؟ وهل يمكن اعتبارها أشخاصا كبني البشر؟
 
في هذا الإطار، يقول الكاتب جيف سيبو -مدير برنامج الدراسات على الحيوانات بجامعة نيويورك- إن المرء قد لا يرى قرود الشمبازي أشخاصا، لكن منظمة "نون هيومان رايتس بروجكت" لحقوق الحيوان تفعل.
 
وتعمل المنظمة منذ 2013 نيابة عن اثنين من قرود الشمبانزي، كيكو وتومي، اللذين يحتفظ بهما وحيدين في قفصين لدى مالكيهما، وذلك بلا رفقة من قرود أخرى من الشمبانزي.
 
وتطلب المنظمة من المحاكم القضاء بحقهما في الحرية وبإطلاقهما وإرسالهما إلى ملاذ حيث يمكنهما العيش بقية حياتهما مع القرود الأخرى من الشمبانزي.
قرد شمبانزي في إحدى الجزر الخاصة بالقرود في بلدة غراند لاهو بساحل العاج أغسطس/آب 2017 (الفرنسية)
قرد شمبانزي في إحدى الجزر الخاصة بالقرود في بلدة غراند لاهو بساحل العاج أغسطس/آب 2017 (الفرنسية)

أشخاص وأشياء
ويشير الكاتب إلى أن المشكلة تكمن في أنه بموجب القانون في الولايات المتحدة فإن الأشخاص لهم حق المثول أمام المحاكم، وأما الأشياء فليس لها هذا الحق، وأنه يُنظر إلى كيكو وتومي على أنهما أشياء، وذلك رغم كونهما حساسين ويتصفان بأنهما ذكيان واجتماعيان.

لكن المنظمة تتخذ موقفا جريئا، وتجادل بأنه إذا كان يجب على كل كائن أن يكون إما شخصا أو شيئا، فإن كيكو وتومي يعدان شخصين لا شيئين.

ويقول الكاتب إنه يتفق مع هذا الرأي، وإن فلاسفة آخرين كثيرين يتفقون معه أيضا.

ويمضي في الحديث بإسهاب عن الفرق بين الإنسان والشيء، وعن كون الإنسان يفتقر في مرحلة مبكرة من حياته إلى القدرة على استخدام اللغة والعقل بشكل متطور، ويقول إنه قد لا تقع واجبات أخلاقية على البشر عندما يفتقرون لهذه القدرات، لكن البشر رغم هذا يحتفظون بحقوق أخلاقية وقانونية.

ويشير إلى أنه ومجموعة من الفلاسفة تقدموا بوصف إلى محكمة الاستئناف بنيويورك في فبراير/شباط الماضي، وذلك دعما لشخصية قانونية لكل من كيكو وتومي، ويقول إن قردي الشمبانزي كيكو وتومي يستحقان الأفضل.

المصدر : الجزيرة + نيويورك تايمز