قصة صورة من غزة.. الحرية تتحدث

Palestinian demonstrators shout during clashes with Israeli troops at a protest demanding the right to return to their homeland, at the Israel-Gaza border east of Gaza City April 6, 2018. REUTERS/Mohammed Salem
عندما التقت مجموعتان غاضبتان من الشباب الفلسطيني المتحمس وتنادتا لاختراق السياج الإسرائيلي التقط المصور هذه اللقطة (رويترز)
للغضب أشكال ومستويات، لعل أشدها رد الفعل إزاء الحق المسلوب، أو الغضب من أجل نيل الحرية من نير الاستعباد والعبودية، وينطبق هذا على حال الفلسطينيين الذين قرروا الخروج في مسيرات سلمية كل يوم جمعة، اعتبارا من 30 مارس/آذار حتى منتصف مايو/أيار القادم، إذ تحل ذكرى النكبة، ويتزامن ذلك مع عزم الولايات المتحدة نقل سفارتها إلى القدس.

هذه المسيرات تندرج تحت عنوان "مسيرة العودة الكبرى"، ويعبر فيها أهالي غزة سلميا عن غضبهم متجهين إلى الحدود الإسرائيلية.

وقد نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية تحليلا موجزا كتبه أوليفر لورينت وتحدث عن مصور يعمل لدى وكالة رويتزر ويدعى محمد سالم وصل إلى الخطوط الأمامية للمسيرة الفلسطينية الغاضبة، وتمكن من التقاط صورة معبرة.

ذروة الغضب
وتوضح الصحيفة أن هذا المصور عندما لاحظ أن المشهد يتكشف أمامه كان يعرف أن لديه لقطة نادرة.

ففي يوم الجمعة الثاني على التوالي من هذا المسيرات نظم المئات من الفلسطينيين احتجاجات على جانب غزة من الحدود مع إسرائيل.

وكان المشاركون في المسيرة يحرقون إطارات السيارات ويهرعون إلى الحدود ويواجهون القوات الإسرائيلية التي ردت عليهم بالذخيرة الحية، مما أدى إلى مقتل ستة من الفلسطينيين وإصابة أكثر من 1000، حسب وزارة الصحة في غزة.

ونسبت إلى المصور سالم -الذي التحق برويترز منذ عام 2003- أنه كان على بعد 300 متر فقط من السياج الإسرائيلي، وذلك عندما سمع المتظاهرين الفلسطينيين يصرخون ويدعون الشباب الآخرين ويحثونهم على التقدم إلى الأمام من أجل عبور الحدود.

ويمضي سالم: لقد كان الشباب الفلسطينيون متحمسين للغاية.

وبينما امتزج الدخان المتصاعد من إطارات كان يحرقها الفلسطينيون بغاز مسيل للدموع كانت تطلقه القوات الإسرائيلية، التقت مجموعتان من المحتجين الفلسطينيين، فأطلق المصور سالم العنان لكاميراه والتقط الصورة المدهشة المعبرة.

هذه الصورة تذكر بأعمال الرسام الفرنسي الشهير يوجين ديلاكروا، التي من بينها لوحته "الحرية تقود الشعوب"، وقد رسمها في 1830م.

فقد عرف المصور سالم أنها اللقطة القوية في اللحظة التي شاهد فيها غضب الشباب الفلسطيني في أعلى مستوياته.

المصدر : الجزيرة + واشنطن بوست