شاب ومسلم.. هل هذه وصفة التطرف؟

A stand displays women's clothes during the 34th annual meeting of French Muslims, the cultural and festive event organized by the Union of Islamic Organizations of France (UOIF) at Le Bourget, near Paris, April 14, 2017. REUTERS/Philippe Wojazer
حسب الدراسة الحالية، 32% من المسلمين يؤيدون "الحكم المطلق" للدين في الحياة (رويترز)

نشر عالما اجتماع فرنسيان حصيلة دراسة استقصائية غير مسبوقة، شملت سبعة آلاف من تلاميذ الثانويات الفرنسية، وخلصت إلى أن الفرنسيين المسلمين أكثر راديكالية ومنبتون أكثر عن قيم المجتمع الفرنسي، مقارنة بذوي الديانات أو المعتقدات الأخرى، وهو ما أثار جدلا في الأوساط الفرنسية.

وجمع آن موكسل وأوليفييه غالاند نتيجة دراستهما في كتاب تحت عنوان "إغراء التطرف"، ذهبا فيه إلى أن التطرف، سواء الديني أو السياسي أو الثقافي، وصل أبعادا مثيرة للقلق، خاصة بين الشباب المسلمين.

واستمرت هذه الدراسة ثلاث سنوات، وطالت 23 ثانوية، واستندت في الأساس إلى بيانات كمية، أشفعت بعشرات المقابلات.

واختار فيها هؤلاء المراهقون، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عامًا، إجابات من خيارات متعددة تعكس ميولهم وعلاقتهم بالدين وانتماءهم السياسي وتصورهم للجرائم الأكثر خطورة (القيادة دون ترخيص والعنف ضد الشرطة وما إلى ذلك) وطريقتهم للحصول على المعلومات الخاصة بتلك المسائل.

واختارت صحيفة ليبراسيون من هذه الدراسة إبراز الأرقام التالية بوصفها "صادمة" أكثر من غيرها:

– أن 32% من المسلمين يؤيدون "الحكم المطلق" للدين في الحياة، مقابل 6% من المسيحيين، و14% من الديانات الأخرى، و1% من اللادينيين.

– يرى ثلث الذين تم استطلاع آرائهم ضرورة اللجوء إلى العنف للدفاع عن الأفكار والمعتقدات، وهكذا قال 20٪ من المسلمين إن من "المقبول في بعض الحالات، في مجتمع اليوم" أن "يحمل المرء السلاح للدفاع عن دينه"، مقارنة بـ9٪ من المسيحيين، و6.5٪ من غير المتدينين.

– لا يدين ربع طلاب المدارس الثانوية بشكل كامل مرتكبي هجمات يناير/كانون الأول 2015 التي وقعت في فرنسا، وذلك بنسبة 45٪ من المسلمين.

– يختار 81٪ من المسلمين الدين في مقابل العلم لشرح خلق العالم والنواميس الكونية، بينما لا تتجاوز تلك النسبة 27٪ بين المسيحيين.

ولاحظت ليبراسيون، خلال مراجعتها هذا الكاتب، أن الباحثين انطلقا منذ الصفحات الأولى من كتابهما من فرضية مفادها أن "التطرف الديني موجود في جميع الأديان، غير أن مظاهره الأكثر وضوحا اليوم ترتبط بفهم معين للإسلام".

وحسب الصحيفة، فإن هذه الاستنتاجات تشكك في تيار جارف في علم الاجتماع الفرنسي يعتبر أن المستويين الاقتصادي والاجتماعي للأفراد هما أحد المفاتيح الرئيسية لشرح سلوكهم.

واستغرب العالم الاجتماعي باتريك سيمون ما خلص إليه موكسل وغالاند، محذرا من أنهما يدفعان إلى الإيهام بأن "شيئًا في جوهر الإسلام نفسه يؤدي إلى التطرف وحتى العنف".

وأضاف أن الباحثين، من خلال أسئلتهما الموجهة "خلقا عالما غريبا، يظهر فيه طلاب المدارس الثانوية المسلمون كما لو كانوا مختلفين عن غيرهم"، والواقع -حسب رأيه- أنه "من الصادم أن يفضّل الشباب تصديق الدين أكثر من العلم، لكن هل هذا هو أفضل مؤشر على القطيعة مع المجتمع المدني؟" مما يعد إشارة إلى تشكيك سيمون في نتائج هذه الدراسة.

المصدر : ليبراسيون