لماذا لا يهتم مؤيدو ترمب بأكاذيبه؟

U.S. President Donald Trump speaks during a meeting with Republican members of the Senate about immigration at the White House in Washington, U.S., January 4, 2018. REUTERS/Kevin Lamarque
معهد غالوب كشف أن ترمب يتمتع بشعبية 82% في أوساط الجمهوريين (رويترز)
هل يتصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه يكثر من الكذب والتصريحات المراوغة وغير الدقيقة؟ وماذا يقول عنه منتقدوه في هذا السياق؟ ولماذا لا يهتم مؤيدوه بأكاذيبه، أم إنهم اعتادوا على طريقته وبقي يحتفظ بشعبيته في أوساطهم؟

يقول الكاتب دانييل إيفرون في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن الرئيس ترمب أدلى في أول 400 يوم له في منصب الرئاسة بأكثر من 2400 ادعاء كاذب أو مضلل، لكن معهد غالوب لاستطلاع الرأي كشف أن ترمب يتمتع بشعبية بلغت 82% في أوساط الجمهوريين.

ويتساءل إيفرون -وهو الأستاذ المشارك في كلية لندن للأعمال- عن كيفية الجمع بين هاتين الحقيقتين. ويقول إن بعض مؤيديه يصدقون كثيرا مما يقوله من أكاذيب، وإن البعض الآخر يدركون أنها أكاذيب ولكنهم يتسامحون معها بوصفها آثارا جانبية لخطابه المرتجل الذي يثير إعجابهم.

ويضيف أن هناك تفسيرا آخر يتمثل في أن ممثلي ترمب يستخدمون إستراتيجية نفسية دقيقة للدفاع عن أكاذيبه، فهم يشجعون الناس على التفكير في الكيفية التي يمكن بها أن تكون الأكاذيب صحيحة.

‪بعض المؤيدين يدركون الأكاذيب لكنهم يتسامحون معها بوصفها آثارا جانبية للخطاب المرتجل‬ (رويترز)
‪بعض المؤيدين يدركون الأكاذيب لكنهم يتسامحون معها بوصفها آثارا جانبية للخطاب المرتجل‬ (رويترز)

قناعة وزيف
ويوضح أن أحد أبحاثه الجديدة يقترح أن هذه الإستراتيجية يمكنها إقناع المؤيدين بأنه ليس من غير الأخلاقي أن يقول القادة السياسيون الباطل، وذلك على الرغم من أن المؤيدين أنفسهم يدركون تماما أن الادعاء زائف.

ويضيف أنه عندما أعاد ترمب نشر فيديو على تويتر يزعم أن أحد المهاجرين المسلمين يشكّل تهديدا، فإن السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض سارة هاكابي ساندرز سرعان ما صرحت بأنه "سواء كان ذلك الفيديو حقيقيا أم لا، فإن التهديد يعتبر حقيقيا".

وعرض الكاتب العديد من الأمثلة الأخرى التي تجعل الأنصار يؤيدون سياسيهم المفضل رغم تصريحاته الملتوية أو الزائفة.

المصدر : الجزيرة + واشنطن بوست