مخاطر عالية أمام قمة الكوريتين غدا

كومبو بين زعيم كوريا الشمالية Kim Jong-un ورئيس كوريا الجنوبية Moon Jae-in
كيم (يمين) ومون (الجزيرة نت)

قالت واشنطن بوست في تقرير لها إن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون ورئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن سيواجهان مخاطر عالية في اجتماع القمة التاريخي المقرر بينهما غدا الجمعة.

وأوضحت أن كيم ربما لن يتخلى أبدا عن أسلحته النووية والتي يزعم أنها فقط التي تحميه من الإبادة، لكن إذا كان للولايات المتحدة والكوريتين أن تبتعدا عن حافة الحرب النووية، فيجب على كيم ومون أن يضعا حجر الأساس لهذه العملية بقمة ناجحة بينهما، مشيرا إلى أن القمة التي ربما تنعقد الشهر المقبل بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وكيم سيعتمد عقدها على ما يحدث غدا.

وأكد التقرير أن أي تقدم بالأسلحة النووية -حتى إذا قصر عن إحداث اختراق- فسيكون حدثا كبيرا تتناوله عناوين وسائل الإعلام، لكن هناك أيضا من وجهة نظر كوريا الشمالية مشكلة الثلاثين ألف جندي أميركي المسلحين بأسلحة ثقيلة وموجودين بكوريا الجنوبية، ومشكلة الفشل في التوصل لمعاهدة سلام تنهي رسميا الحرب بين الجارتين والتي يعتبرها الشمال مصدر عداءات يجعل إنتاجه للأسلحة النووية وتمسكه بها ضروريين.

ما يريده الشمال
وأضاف أن كوريا الشمالية ربما تكون راغبة في استخدام سلاحها النووي الجديد والشرعية التي تعتقد أن اجتماع القمة المقرر مع ترمب سيضفيها على نظامها، للحصول على معاهدة سلام تنهي الحرب بين الكوريتين وتمهد لخروج القوات الأميركية من شبه الجزيرة الكورية وتمهد لوحدتها بقيادة الشمال بعيدا عن النفوذ الأميركي والصيني.

ويقول المشككون في حدوث أي تقدم في المفاوضات بين الكوريتين إن كوريا الشمالية ربما تكون راغبة في إغراق قضية نزع الأسلحة في سلسلة من الاجتماعات تعقب قمة الغد لكسب المزيد من الوقت لتخفيف العقوبات واستكمال أسلحتها.

طموحات جنوبية
أما كوريا الجنوبية فترغب -وفقا للتقرير- في السيطرة على التطورات خاصة عقب تهديد ترمب مرات عديدة العام الماضي بحرب تقتل غالبية الكوريين، إذ صرح مون بأنهم على استعداد للعب دور قيادي في إنجاز تغيير تاريخي يجعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة وإقامة سلام دائم وتطوير علاقات مستدامة بين الشمال والجنوب.

وعلق التقرير بأنه من غير المرجح أن يكون كيم مستعدا للتخلي عن سلاحه النووي، وهذا مقياس النجاح في المفاوضات وفقا لكثير من المراقبين، لأن الزعيم الشمالي يعتبر أن أكبر نجاحاته أن جعل بلاده تواجه الولايات المتحدة على قدم المساواة نوويا.

لكن هناك مقاييس أخرى للنجاح -كما يقول مؤيدو المفاوضات- لن تتضح إلا بعد الجلوس إلى مائدة المفاوضات مثل تجميد أسلحة كوريا الشمالية كخطة أولى قبل نزع الأسلحة.

ويشكك الخبير بالشؤون الكورية رئيس المنبر الآسيوي رالف كوسا في احتمال أي اختراق، قائلا إن المحادثات مع سول لا تعتبر من جهة بيونغ يانغ إلا وسيلة ضغط على واشنطن للموافقة على الجلوس للتفاوض معها لتعزيز شرعية كيم.      

يُذكر أن وقفا هشا لإطلاق النار في الحرب بين الكوريتين قد أُبرم عام 1953، وقد فشلت كل المبادرات لتسويتها.

المصدر : واشنطن بوست