هل كنا على حافة الحرب العالمية بسوريا؟

epa06668824 Image dated 14 April 2018 provided by the US Navy showing the guided-missile cruiser USS Monterey (CG 61) fires a Tomahawk land attack missile. Monterey is deployed to the U.S. 5th Fleet area of operations in support of maritime security operations to reassure allies and partners and preserve the freedom of navigation and the free flow of commerce in the region. EPA-EFE/Matthew Daniels HANDOUT EDITORIAL USE ONLY/NO SALES
صورة أصدرها الأسطول الأميركي تظهر صاروخ "توما هوك" ينطلق من إحدى سفنه نحو دمشق الأسبوع الماضي (الأوروبية)
تساءل كاتب روسي عما إذا كان التصعيد الأخير بين واشنطن وموسكو حول سوريا قد وضع العالم على حافة الحرب العالمية الثالثة، قائلا مهما تكن الإجابة فإن العالم أصبح أقل أمنا وأكثر تقلبا.

وقال الكاتب أليكسي خلبنيكوف الخبير في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمجلس الروسي للشؤون الدولية في مقال لموقع "ميدل إيست آي"؛ إن كثيرا من الخبراء الروس والناس العاديين مجمعون على أن أي مواجهة عسكرية بين موسكو وواشنطن يمكنها القضاء على البشرية.

ونقل الكاتب عن ناشطين روس بوسائل التواصل الاجتماعي قولهم "لا تشعلوا الحرب العالمية الثالثة بسبب سوريا"، و"الأسد لا يستحق أن نشعل حربا عالمية من أجله".

تفاهم أميركي-روسي
كما نقل عن مسؤولين روس قولهم إن الاشتباك المباشر بين روسيا والولايات المتحدة يمكن أن يقود إلى نتائج خطيرة، وإلى وضع يخسر فيه الجميع، معلقا بأنه من الواضح أن البلدين يدركان المخاطر ولهذا، ورغم الخصومة بينهما، التزما بعدم الدخول في مواجهة مباشرة خلال القصف الصاروخي الثلاثي الأخير على سوريا.

وأضاف أن ذلك القصف انتهى إلى منح كل طرف له علاقة بسوريا ما يتطلع إليه؛ فالحكومة السورية نجت من القصف بأقل الخسائر الممكنة، وبعدم وجود خسائر بشرية، والحكومة الروسية نجحت في الحفاظ على ماء وجهها لأن معداتها وجنودها لم يُمسا بأي ضرر، ولذلك لم تضطر للرد.

كما أن تركيا استفادت بأن عبرت عن مساندتها للضربة التي نفذها حلف شمال الأطلسي (ناتو) لتثبت أن هناك فرصة لتحسين علاقاتها مع أميركا، مع ملاحظة أنها لم تفقد روسيا؛ إذ لم تلق عليها اللوم في الهجوم الكيميائي بالغوطة الشرقية.

والولايات المتحدة لم تفقد مصداقيتها، كما أن فرنسا وبريطانيا أكدتا علاقتهما الجيدة بأميركا ووحدة الحلفاء، وظهرتا أمام مواطنيهما ومواطني القارة الأوروبية بأنهما حازمتان.

وضع خطر
وما كشفه التصعيد الأخير عن الصراع الدولي بسوريا هو أن كل طرف به سيستمر في اختبار الطرف أو الأطراف الأخرى، والسعي للتوصل لمصالحة في الوقت نفسه، كما أن هذه الأطراف تسهم -بتمسك كل منها بمصالحه في سوريا- بنشوء وضع تكون فيه عدم القدرة على التنبؤ بما سيحدث هو سيد الموقف، ومن يسعى للمزيد من التصعيد في سوريا سيلعب دورا يهدد الأمن الدولي على المدى الطويل.

واختتم خلبنيكوف مقاله بأن الجانب الإيجابي في القصف الثلاثي على سوريا هو إثباته أن الولايات المتحدة وروسيا تحتفظان بقنوات اتصال فعالة تسمح لهما بتفادي سوء الفهم، والتسبب في حوادث ربما تؤدي إلى تصعيد لا يمكن السيطرة عليه.

المصدر : مواقع إلكترونية