غارديان: هل تشعل مظاهرات غزة سفك الدماء بالشرق الأوسط؟

أكد مقال نشرته صحيفة غارديان البريطانية أن العنف الإسرائيلي تجاه مظاهرات غزة السلمية يوم الجمعة الماضية يمكن أن يتسبب بسفك الدماء في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
واعتبر سايمون تيسدال في المقال أن لجوء الجنود الإسرائيليين إلى العنف وفتح النار يشكل دلالة محبطة لما سيحدث، وأشار إلى تخوف بعض المحللين الإقليميين من أن يؤدي هذا السيناريو المتوقع في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني منذ فترة طويلة إلى أزمة أوسع نطاقا تجر إليها لبنان وسوريا وإيران.
حث الأميركيين على التدخل كوسيط نزيه كلام فارغ لأن الرئيس دونالد ترمب قد أظهر جهله وتحيزه في هذا الموضوع |
ورأى أن غياب عملية سلام ذات مصداقية تؤكد المواجهة الأخيرة، كما حدث عام 2000 عند بدء الانتفاضة الثانية ومرة اخرى عام 2014، لكن الفارق الخطير هو التوقيت والسياق. فقد كان يوم الجمعة بداية ستة أسابيع من المظاهرات المؤدية للذكرى السبعين للنكبة يوم 15 مايو/أيار، وكذلك نقل السفارة الأميركية إلى القدس في نفس الشهر، ويبدو أن ربيع سفك الدماء قد بدأت إرهاصاته.
وذكر الكاتب أن أكبر قلق هو لبنان حيث يشكل حزب الله -العدو اللدود لإسرائيل وحليف إيران- قوة سياسية وعسكرية مهيمنة، وتبدو التوترات واضحة بسبب إقامة إسرائيل جدارا على حدودها الشمالية وفوق حقول النفط والغاز البحرية المتنازع عليها. وإذا استمر وانتشر عنف غزة فمن المتوقع أن يحاول المتشددون بحزب الله التدخل.
وأشار إلى أن الضوابط والتوازنات السابقة مفقودة وأنه لا فائدة من التطلع إلى مجلس الأمن الأممي للاتفاق حتى على بيان مشترك، كما حدث في جلسته الطارئة يوم الجمعة لمناقشة أحداث غزة. والسعودية التي تبنت خطة سلام خاصة بها تقف بشدة إلى جانب المعسكر المؤيد لإسرائيل والمعادي لإيران، وبالمثل "مصر السيسي" يشغلها هاجس "الجهاديين" وليس العدالة.
وأضاف المقال أن حث الأميركيين على التدخل كوسيط نزيه "كلام فارغ" لأن الرئيس دونالد ترمب قد أظهر جهله وتحيزه بهذا الموضوع. وختم بالإشارة إلى تاريخ 12 مايو/أيار المثير للإحباط، حيث من المحتمل أن يتبرأ ترمب من اتفاق إيران النووي وبالتالي يطيح بأنحاء بيت الشرق الأوسط الواهن.