بعد فوزه الكاسح.. هل يسعى السيسي لرئاسة أبدية؟

في هذا الإطار، نشرت مجلة أتلانتك الأميركية مقالا للكاتب "أتش أي هيليَر" يقول فيه إن السيسي يسيطر على البلاد سيطرة تامة، وإن فوزه بالانتخابات لن يشكل مفاجأة، لكنه سيبقى يواجه تحديات اقتصادية وأمنية.
ويضيف أنه يصعب وصف ما يجري في مصر بأنها انتخابات تنافسية، فليس هناك سوى مرشحين اثنين هما: السيسي نفسه وأحد أنصار السيسي.
بل يصعب أيضا وصف البيئة في مصر في الفترة التي سبقت الانتخابات بأنها حرة ونزيهة، وذلك حيث إن العديد من المرشحين انسحبوا من السباق، مستشهدين بالبيئة المغلقة، وقد اعتقلت السلطات المصرية بالفعل اثنين منهم.

امتداد
ويقول الكاتب إن أفضل وصف للفترة الرئاسية الثانية للسيسي، أنها امتداد للفترة الأولى.
ويقول إن قلة هم من يتوقعون أن تشهد مصر أي تغيير في فترة السيسي الثانية، وإنه قد يترشح لاحقا لفترة رئاسية ثالثة، وهو ما يتطلب تعديلا للدستور والذي يتطلب بدوره إجراء استفتاء شعبي.
ويبدو أن السيسي يتمتع بالدعم الكافي من النخبة من رجال الأعمال في البلاد، ومن نسبة كبيرة من شبكات الرئيس المصري السابق حسني مبارك.
كما تعتبر المعارضة خارج جهاز الدولة ضعيفة للغاية، بحيث لا تستطيع أن تقف في وجه مثل هذه الخطوة.
ويشير الكاتب إلى أن هناك معارضة من مختلف الجهات الفاعلة، مثل النشطاء المؤيدين لثورة يناير وأنصار جماعة الإخوان المسلمين، بيد أن التساؤل يبقى عما إذا كان بإمكانهم حشد الدعم الكافي لإفشال أي خطوة تهدف لتغيير الدستور.

وأما على المستوى الخارجي، فهناك قضايا متعلقة بالسياسة الخارجية من شأنها إزعاج السيسي، بما فيه المستنقع الليبي ومسألة تشييد سد النهضة في إثيوبيا الذي يتوقع أن يكتمل بناؤه في وقت لاحق من العام الجاري، وقد تكون له عواقب وخيمة على حصة مصر من مياه النيل.
دور مصر
ويقول الكاتب إنه يُنظر إلى مصر على أنها جزء أساسي من الاستقرار في منطقة تعاني اضطرابا إلى حد ما، وإنها بقيت ملتزمة باتفاق السلام مع إسرائيل، وسط دعم أميركي وأوروبي بالرغم مما تشهده من انتهاكات لحقوق الإنسان.
ويشير إلى خلافات بين مصر وبعض دول الخليج -مثل السعودية والإمارات– بشأن الصراع في سوريا واليمن، بيد أن العلاقات في ما بينها جيدة إلى حد كبير.
ويتساءل: هل يجب أن يكون شركاء مصر الخارجيون أكثر اهتماما بتشجيع المواقف والسياسات المختلفة التي قد تؤدي بدورها إلى نظام أكثر استدامة وعدالة؟
ويقول إنه لسؤال مهم، لكن لم تعرب أي دولة عن مثل هذا الاهتمام بتشجيع مثل هذه الأمور في فترة السيسي الأولى، وإن من المشكوك فيه أن يتغير ذلك في فترة رئاسته الثانية، ما لم تكن هناك تغييرات كبيرة على المستوى الداخلي في مصر ذاتها.