أطراف الصراع بسوريا.. لمن النفوذ والسيطرة؟

مناطق النفوذ بسوريا 2018/2/22
(نيوزويك)
ما الذي يجري في سوريا؟ وما طبيعة الحرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا بهذه البلاد منذ سنوات، وما هي الأطراف المتحاربة، وعلى ماذا يسيطر كل طرف من المناطق المختلفة، ومن يبسط النفوذ الأكبر؟

في هذا الإطار، تقول مجلة نيوزويك الأميركية -على لسان محررها المتخصص بالصراعات في الشرق الأوسط ومناطق أخرى توم أوكونور- إن العنف يتواصل في عدة مناطق للصراع في وقت متزامن في سوريا، مما يؤدي لارتفاع عدد القتلى في الحرب التي تعصف بالبلاد منذ سبع سنوات، بينما لا تظهر علامات تذكر على التهدئة في أي وقت قريب.

وذكرت وكالة الأنباء العربية السورية الجمعة أن مروحيات عسكرية أسقطت منشورات بتعليمات بشأن كيفية انسحاب المدنيين من الغوطة الشرقية المحاصرة بريف دمشق، والتي تخضع لسيطرة المتمردين والجهاديين المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد منذ 2013.

ويضيف أوكونور أن قوات النظام السوري تستعيد السيطرة بشكل مطرد على أحد الجيوب القليلة المتبقية من انتفاضة 2011 ضد الأسد، وذلك بدعم من روسيا والمليشيات الشيعية.

وقال قائد عسكري سوري لرويترز إن ما يحدث في الوقت الحالي هو استعادة السيطرة على بعض القرى من الجانب الشرقي.

الأطفال من بين أبرز ضحايا الحرب المستعرة في سوريا
الأطفال من بين أبرز ضحايا الحرب المستعرة في سوريا

تزايد القتلى
واتهمت قوى غربيةٌ روسيا وسوريا وإيران بالتسبب في زيادة عدد القتلى في الغوطة الشرقية، بيد أن هذه الدول تتهم المتمردين بمواصلة القصف بالقرب من دمشق وبرفض المغادرة.

ويشير الكاتب إلى أن الأزمة في سوريا بدأت في مارس/آذار 2011 عبر سلسلة من المظاهرات ضد الأسد، وأنها تحولت إلى صراع متعدد الجنسيات بين قوى أجنبية تتمثل في الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا، تقف وراء القوى المحلية التي تتنافس على السلطة، وأن هذه الأزمة المتفاقمة تركت العالم أمام طريق مسدود.

وبالنسبة لسوريا، فيشير أوكونور إلى أنها تضم أغلبية مسلمة سنية وأقليات عرقية تضم الأكراد والأرمن والتركمان، بينما يشكل المسيحيون والدروز أقلية دينية، وأن عائلة الأسد العلوية تترأس السلطة منذ بداية سبعينيات القرن الماضي، ويتحدث بإسهاب عن تفاصيل الصراع وانطلاق شرارة الأزمة.

وأما بالنسبة للولايات المتحدة وتركيا والأكراد، فيقول إن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما سبق أن أيد المعارضة، مضيفا أن وكالة المخابرات المركزية (سي آي أي) بدأت بتدريب وتسليح جماعات المتمردين مثل الجيش السوري الحر، بينما دعمت تركيا وبعض دول الخليج العربية مختلف الجماعات المسلحة.

ومع انشقاق المعارضة السورية، فقد بدأت الجماعات المتطرفة بالهيمنة، وذلك في ظل تراجع الدعم الأميركي وتحوله لدعم المسلحين الأكراد في سوريا، من أجل مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.

‪روسيا استخدمت قاذفات إستراتيجية عملاقة من طراز توبوليف تي يو22 أم 3 في قصف سوريا‬ روسيا استخدمت قاذفات إستراتيجية عملاقة من طراز توبوليف تي يو22 أم 3 في قصف سوريا (رويترز)
‪روسيا استخدمت قاذفات إستراتيجية عملاقة من طراز توبوليف تي يو22 أم 3 في قصف سوريا‬ روسيا استخدمت قاذفات إستراتيجية عملاقة من طراز توبوليف تي يو22 أم 3 في قصف سوريا (رويترز)

مقاتلات روسية
وشكلت الولايات المتحدة تحالفا دوليا، وبدأت في قصف تنظيم الدولة عام 2014 والعام التالي، أنشأت وزارة الدفاع قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف كردي في معظمه ويضم بعض العرب والأقليات العرقية.

واجتاح التحالف بقيادة الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية الأراضي التي كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة، معلنا انتصاره على التنظيم في أكتوبر/تشرين الأول 2017 بعد تمكنه من استعادة مدينة الرقة التي كان يتخذ منها التنظيم عاصمة له.

 لكن العلاقات الأميركية الكردية تعرضت للتوتر، حيث غزت تركيا منطقة عفرين التي يسيطر عليها الأكراد شمالي غربي سوريا، بينما لم تتحرك الولايات المتحدة لوقفها.

وأما بشأن روسيا، فيشير الكاتب إلى أن سوريا كانت حليفا للاتحاد السوفياتي السابق إبان الحرب الباردة وأنها كانت تشتري الأسلحة الروسية وأنها منحت موسكو ميناء في المياه الدافئة في البحر الأبيض المتوسط.

وأما عام 2015، فنظمت روسيا تدخلا عسكريا بناء على طلب الأسد، مما أدى في النهاية إلى تغيير الزخم لصالح الرئيس.

وساعدت الطائرات الحربية الروسية القوات السورية والمليشيات الموالية للنظام على استعادة المدن الرئيسية من المتمردين، بما في ذلك العاصمة التجارية السابقة حلب أواخر 2016، وهو تطور أجبر تركيا على الانضمام إلى روسيا وايران في جهود السلام العام التالي.

وتحدث الكاتب بمزيد من التفاصيل عن دور موسكو وطهران وأنقرة في سوريا، وكذلك عن دور حزب الله اللبناني في تعقيدات هذا الصراع.

المصدر : الجزيرة + نيوزويك