كاتبة أميركية: هل فتيان اليوم أكثر ذكاء؟

Hundreds of students sit for 17 minutes of silence to honor the victims of the recent shooting at Florida's Marjory Stoneman Douglas High School, as they take part in the national school walkout to demand stricter gun control, outside the White House in Washington, U.S., March 14, 2018. REUTERS/Leah Millis
وقفة طلابية أمام البيت الأبيض تضامنا مع ضحايا مدرسة مارغوري ستونمان دوغلاس الثانوية في باركلاند بولاية فلوريدا (رويترز)
وكأن فتيان وفتيات هذه الأيام يولدون وفي أيديهم هواتف نقالة ويترعرعون وهم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، فهل نقلق من أجلهم أم نبتعد عن طريقهم? وهل هم أذكى وأفضل مما نعتقد؟

في هذا الإطار، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية مقالا للكاتبة تارا باركر بوب تشير فيه إلى الاحتجاجات الطلابية الأخيرة في الولايات المتحدة عقب الهجوم المسلح على مدرسة مارغوري ستونمان دوغلاس الثانوية في باركلاند بولاية فلوريدا منتصف الشهر الماضي.

وتقول إن موجة الاحتجاجات الأخيرة التي نفذها فتيان وفتيات من تلاميذ المدارس، قدمت نظرة عن قرب مختلفة عن النمط المألوف عن هذه الشريحة العمرية.

وتضيف أن هؤلاء الفتيان الذين قادوا الاحتجاجات أظهروا أنهم مؤهلون ومنظمون، وأنهم يختلفون عن الصورة النمطية المأخوذة عن جيل ما بعد الألفية المتمثلة في كونه مجرد جيل مدمن على استخدام منصات التواصل الاجتماعي المختلفة وأنه قد يكون أكثر تطرفا.

طلاب من مدرسة ويست ليك المتوسطة ومدرسة مارغوري ستونمان دوغلاس الثانوية في مسيرة احتجاجية (رويترز)
طلاب من مدرسة ويست ليك المتوسطة ومدرسة مارغوري ستونمان دوغلاس الثانوية في مسيرة احتجاجية (رويترز)

تأثير معاكس
وتنسب الكاتبة إلى العميدة السابقة لشؤون الطلبة الجدد في جامعة ستانفورد الأميركية جولي ليثكوت هايمز القول "أعتقد أنه يجب علينا أن نفكر في أن التكنولوجيا لها تأثير معاكس تماما عما كنا نتصور"، مضيفة أن هناك عيوبا وأوجه قصور لوسائل التواصل الاجتماعي، ولكن هناك أيضا جوانب إيجابية هائلة.

كما تعرب الطبيبة النفسية ليزا دامور عن إعجابها بهذه الظاهرة المتعلقة بالطريقة المنظمة التي قاد بها بضعة فتيان وفتيات الحراكات الاحتجاجية، وتقول إن رسائلهم كان مباشرة وواضحة جدا، مضيفة أن حالهم قد تدل على سمات هذا الجيل على النطاق الأوسع.

وتقول الكاتبة إن الكثير من السلوكيات المحفوفة بالمخاطر قد تراجعت بشكل حاد في أوساط هذا الجيل، وإن نسبة التدخين بالنسبة إليهم قد تراجعت إلى أدنى مستوى تاريخي منذ بلوغها ذروتها في منتصف تسعينيات القرن الماضي.

كما أن نسبة تعاطي الكحول في أوساطهم قد انخفضت إلى النصف، وأن إصابات حوادث السير في هذا السياق أيضا انخفضت بنسبة كبيرة.

وتستدرك الكاتبة بالقول إن بعض العلماء يعتقدون أن هذا الجيل يعيش ظروفا أكثر أمانا، وذلك في ظل ولعه بالهاتف الذكي ووسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يجعل خروجهم لممارسة أنشطة أخرى في الخارج يكون بنسبة أقل.

المصدر : الجزيرة + نيويورك تايمز