هل تتسبب تايوان بحرب أميركية-صينية؟

Soldiers of China's People's Liberation Army (PLA) take part in a military parade to commemorate the 90th anniversary of the foundation of the army at the Zhurihe military training base in Inner Mongolia Autonomous Region
الجيش الصيني يحتفل بالذكرى السنوية الـ 90 لتأسيسه (الأوروبية)

قال الباحث بشؤون الأمن القومي بكلية الحرب البحرية الأميركية بول سميث إن قضية تايوان التي طال أمدها ستكلف أميركا والصين كثيرا، وإن السيناريو العسكري ليس مستبعدا فيها.

وأوضح سميث في مقال بمجلة ناشيونال إنترست الأميركية إن قضية تايوان مستمرة بلا تسوية نهائية، وهو ما يعني أنه لا يمكن استبعاد السيناريو العسكري، خاصة بعد صدور "قانون تايوان للسفر" الأميركي هذا الشهر.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد وقع هذا الشهر ما يُسمى "قانون تايوان للسفر" الذي يشجع المسؤولين الأميركيين من كل المستويات لزيارة تايوان ولقاء نظرائهم هناك، والسماح لكبار المسؤولين التايوانيين بزيارة أميركا ولقاء نظرائهم الأميركيين بالإضافة إلى أهداف أخرى.

عقاب التاريخ
وانتقدت الحكومة الصينية هذا القانون ووصفته بأنه خاطئ ويتعارض مع "سياسة صين واحدة". وأعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ أن أي خطوة أو حيلة لتقسيم الصين مصيرها الفشل وستتعرض لإدانة الشعب وعقاب التاريخ.

يجيء هذا الخلاف في الوقت الذي بدأت فيه الصين تمارس المزيد من الضغوط العسكرية على تايوان، ففي الأسابيع الأخيرة صعدت الصين عملياتها الجوية والبحرية قرب تايوان، بما في ذلك الطلعات الجوية للقاذفات الاستراتيجية ونشر حاملة طائراتها في المياه القريبة من الجزيرة بالإضافة إلى أعمال عدائية أخرى.

ربما تكون حملة الضغط الصينية هذه تعبيرا صينيا عن عدم ارتياحها من الرئيسة التايوانية تساي إنغ-وين أو ربما تكون نذيرا لما هو أخطر من ذلك مثل الحملات العسكرية.

نمط تاريخي
وقال الكاتب "مهما تكن دوافع الصين من تحركاتها الحالية ضد تايوان، فإن هذه التحركات ستجر أميركا بلا شك، الأمر الذي يتسق مع نمط تاريخي استمر منذ 1950، أي لسبعة عقود، حيث نشر آنذاك الرئيس الأميركي الأسبق هاري ترومان الأسطول السابع بمضيق تايوان، وفي 1954 تكرر السيناريو الأميركي لحماية تايوان عندما بدأت الصين قصف إحدى الجزر التايوانية القريبة منها بالمدفعية.

وفي 1958 هددت الصين بعمل عسكري ضد تايوان، وردّت أميركا بتقديم مساعدات عسكرية لتايوان، مما ساعد في تخفيف ما أصبح يُعرف لاحقا بالأزمة الثانية لمضيق تايوان. وجرت أحدث أزمات المضيق في 1995-1996، حيث نفذت الصين أعمالا عدوانية وردت أميركا بتقديم الحماية العسكرية المطلوبة.

وأشار سميث إلى أن هذا السيناريو لن يستمر إلى ما لا نهاية، لأن الصين في 2018 ليست الصين فترة الحرب الباردة حيث امتلكت قوة عسكرية بحرية وجوية وأخرى لم يسبق لها امتلاكها، وانتقل ميزان القوة حول تايوان لصالحها.

وقال الكاتب إن أميركا ستجد نفسها في حرج بالغ، فإذا حاولت تكرار حمايتها لتايوان فستدخل في حرب مع الصين، وهو أمر مكلف للبلدين وتايوان، وإذا لم ترد فإنها ستفقد مصداقيتها لدى حلفائها الذين تحميهم في المنطقة بما فيهم كوريا الجنوبية واليابان والفلبين وغيرهم. 

المصدر : الصحافة الأميركية