أكبر شجرة نسب بالتاريخ تكشف معلومات مثيرة

People do research on computers at the Rootstech Conference sponsored by Family Search in Salt Lake City, Utah February 7, 2014. The four day conference featured exhibitors from around the world showing the latests products and techniques in family research, search genealogy and DNA family history. Picture taken February 7, 2014. REUTERS/George Frey (UNITED STATES - Tags: BUSINESS SCIENCE TECHNOLOGY)
أثناء مؤتمر رعته مؤسسة أبحاث العائلة وأشجار النسب بولاية أوتاه الأميركية في فبراير/شباط 2014 (رويترز)
كشفت شجرة نسب تربط بين 13 مليون شخص معلومات مهمة عن أنماط الهجرة في أوروبا وشمال أميركا وكيفية تأثيرها على الزيجات، ودور الجينات في التأثير على أعمار البشر، ومعلومات أخرى.

ووفرت البيانات الهائلة في شجرة النسب فرصة للعلماء للتأمل في التاريخ الاجتماعي والجيني لـ11 جيلا متتالية تغطي خمسمئة عام من الزيجات والهجرة عبر المحيط الأطلسي. وتعتبر هذه الشجرة هي الأكبر في التاريخ، التي ينشئها علماء.

ولإنشاء هذه الشجرة، نقّب علماء علنا في بيانات نسب متاحة بمنصة إلكترونية متخصصة، وهي موقع "جيني" (Geni) الإلكتروني للنسب، التابع لشركة "ماي هيريتيج" (MyHeritage) المتخصصة في الأنساب وفحوصات الحمض النووي، ويساهم فيه آلاف الناس تطوعا.

وقال البروفيسور يانيف إرليش كبير معدي الدراسة المتخصص في الحواسيب بجامعة كولومبيا الأميركية، والعامل أيضا بشركة "ماي هيريتيج"، إنهم أنشؤوا شجرة نسب ضخمة للغاية بجهود علماء نسب متحمسين وشغوفين بتاريخ أسرهم، وكانت النتيجة عملا فريدا.

بيانات ضخمة
وحلل فريق الدراسة معلومات من 86 مليونا من التعريفات المختصرة بموقع "جيني"، واستخدموا نظرية الرسم البياني الرياضي لتنظيم البيانات وبلورتها في شجرة نسب لـ13 مليون شخص تغطي 11 جيلا.

وأظهر تحليل هذه البيانات توجهات تاريخية مثل ارتفاع عدد الوفيات خلال الحروب من الحرب الأهلية الأميركية إلى الحرب العالمية الثانية، وانخفاض وفيات الأطفال خلال القرن العشرين.

وفيما يتعلق بأنماط الهجرة وكيف أثرت على الزيجات، وجد المحللون أنه قبل عام 1750 كان غالبية الأميركيين يعثرون على زوجات لهم في مسافة لا تبعد أكثر من عشرة كيلومترات من مسقط رأسهم، لكن قبل عام 1950 ازدادت هذه المسافة وأصبحت قرابة مئة كيلومتر.

طول الأعمار
وبحث إرليش وزملاؤه -باستخدام الدراسات الجينية التقليدية- دور الجينات في طول أعمار الناس خلال قرون، ووجدوا أن من يتمتعون بجينات عمر "جيدة" تطول أعمارهم في المتوسط خمسة أعوام فقط.

وبالطبع، يقول إرليش إن هذه الأعوام الخمسة ليست كثيرة، إذ أظهرت دراسات سابقة أن التدخين يخفض العمر عشر سنوات، وهذا يعني أن بعض الخيارات التي يقررها الشخص يمكن أن تكون أكثر تأثيرا من الجينات.

ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة "ساينس". ويتوقع العلماء أن توفر دراستهم مصدرا مفيدا للآخرين عندما يجرون دراساتهم الخاصة.

وقالت الأستاذة في علوم السكان بجامعة أوكسفورد ميليندا ميلز التي لم تشارك في الدراسة، إنها لحظة مثيرة لعلم السكان، وقد أثبتت الدراسة كيف يمكن لملايين الناس العاديين أن يساهموا في تطوير العلم.

وقال الأخصائي في الجينات الكمية بجامعة كوينزلاند في أستراليا بيتر فيشر إن شجرة النسب التي أنشأها القائمون على الدراسة تثبت "أننا جميعا نرتبط ببعضنا البعض"، ورغم أن هذه الحقيقة معروفة في المبادئ الأساسية لتاريخ السكان، لكن ما أنجزه العلماء هو أمر مثير للغاية.    

المصدر : إندبندنت