قالت الكاتبة ناتالي نوغايريد إن سوريا هي مأساة أوروبا ليس بسبب اللاجئين وليس لأنها توقظ غضب الأوروبيين من حين لآخر، بل لأنها جزء منهم وقد تعاملوا معها بلا مبالاة.
ومع اقتراب عام 2017 من نهايته، انهار تنظيم الدولة، وروسيا التي تدخلت عسكريا لإنقاذ الرئيس السوري بشار الأسد قالت إن مهمتها "أنجزت" ووعدت بسحب قواتها، ولكن النظام زاد من وتيرة مواجهته لفصائل المعارضة. وعمدت تركيا إلى إرسال قواتها إلى شمال سوريا، كما شهد الشهر الماضي قتل القوات الأميركية لمسلحين روس، واحتدم التوتر في الساحة السوريا بين إيران وإسرائيل.
ففي أكتوبر/تشرين الأول الماضي سقطت الرقة عاصمة تنظيم الدولة في سوريا وسيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية وتحظى بدعم أميركي. وحرص نظام الأسد على استعادة الأراضي من تنظيم الدولة بعد اتفاق لوقف النار مع فصائل المعارضة.
وبحلول ديسمبر/كانون الأول الماضي سيطرت قوات سوريا الديمقراطية على الأراضي غرب نهر الفرات، وسيطر الجيش السوري على شرقه، وبعدها عمد النظام إلى مهاجمة المعارضة المسلحة.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي هاجم جيش النظام محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة، وتمكن من استعادة أجزاء منها، وفي فبراير/شباط أطلق النظام أعنف عمليات القصف على الغوطة الشرقية في ريف دمشق.
وفي يناير/كانون الثاني كذلك أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أن قوات بلاده ستبقى في المناطق التي تسيطر عليها سوريا الديمقراطية رغم هزيمة تنظيم الدولة وذلك لضمان عدم عودة التنظيم.
وفي الشهر ذاته تدخلت تركيا عسكريا في عفرين (شمالي سوريا) لطرد وحدات حماية الشعب الكردية التي تصنفها إرهابية، وتحذر من أنها ستوسع عملياتها للوصول إلى مدينة منبج التي تنتشر فيها قوات أميركية، وهو ما يزيد خطر وقوع اشتباكات مباشرة بين قوتين من حلف الناتو ووكلائهم.
وفى محاولة روسية لاختبار التزام أميركا بحملتها، ربما يكون الكرملين قد أمر المرتزقة الروس بمهاجمة قاعدة عسكرية لسوريا الديمقراطية تدعمها أميركا وهو الهجوم الذى أسفر عن مصرع عشرات الروس.
الأسوأ قادم
واعتبرت المجلة أن الأسوأ من ذلك قد يكون في قادم الأيام، خاصة أن إيران توسع نفوذها في سوريا من خلال دعم متواصل لحزب الله اللبناني وغيره من المليشيات المحسوبة على طهران في سوريا لا سيما قرب مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وكان الشهر الماضي قد شهد إسقاط إسرائيل طائرة دون طيار إيرانية بزعم دخولها مجالها الجوي قبل تفجير قاعدة تسيطر عليها إيران في سوريا. كما أسقطت الدفاعات الجوية السورية طائرة حربية إسرائيلية، وردت إسرائيل بضربات ضد البطاريات السورية المضادة للطائرات.
ورغم أن أيا من الجانبين لا يبدو أنه يريد حربا، فإن الكثيرين يعتقدون أنه لا مفر من نشوب نزاع أكبر.
وفي 24 فبراير/شباط الماضي وافق مجلس الأمن الدولي على وقف إطلاق النار شامل لـ 30 يوما، لكنه يبدو أنه فشل. حيث أعلن كل من تركيا وإيران ونظام الأسد أنهم سيواصلون القتال.
ومع تصاعد التوتر بين القوى الأجنبية على الأرض السورية سيكون تحقيق السلام بعيد المنال وستتواصل معاناة المدنيين.