حرارة غير مسبوقة بالقطب الشمالي

A polar bear keeps close to her young along the Beaufort Sea coast in Arctic National Wildlife Refuge, Alaska in a March 6, 2007 handout photo. Susanne Miller/US Fish and Wildlife Service/Handout via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. EDITORIAL USE ONLY
الناس لم يشهدوا مثل درجات الحرارة العالية هذه في القطب الشمالي منذ خمسينيات القرن الماضي (رويترز)
يعرب علماء عن القلق إزاء ارتفاع "جنوني" في درجة الحرارة في القطب المتجمد الشمالي، ويحذرون من أن القطب يتعرض لحالة غريبة وغير مسبوقة في هذا السياق.

وتقول صحيفة غارديان البريطانية على لسان محرر البيئة لديها جوناثان واتس إن ثمة موجة من الحر المثير للقلق تجتاح شتاء القطب الشمالي الذي يفتقر في هذه الفترة لضوء الشمس، وإن هذه الموجة تتسبب في عواصف ثلجية في أوروبا، وتجبر العلماء على إعادة النظر حتى في أكثر توقعاتهم تشاؤما بما يتعلق بالتغير المناخي.

بالرغم من أن هذا الأمر قد يعتبر حدثا غريبا في هذه المنطقة، فإن الشاغل الرئيسي يتمثل في أن الاحتباس الحراري العالمي هو الذي يتسبب في تآكل الدوامة القطبية، أو الرياح القوية التي سبق أن عزلت الشمال المتجمد.

ولا يحصل القطب الشمالي على ضوء الشمس حتى مارس/آذار، ولكن تدفق الهواء الدافئ قد دفع درجات الحرارة في سيبيريا لترتفع بنسبة 35 درجة مئوية فوق المعدلات التاريخية المعروفة في الشهر الجاري.


‪هناك المزيد من المفاجآت بينما يواصل الناس استعداء الوحش الغاضب المتمثل في المناخ‬ (رويترز)
‪هناك المزيد من المفاجآت بينما يواصل الناس استعداء الوحش الغاضب المتمثل في المناخ‬ (رويترز)

مفاجآت ووحش غاضب
و
يصف مراقبون مخضرمون ما يحدث بأنه صدمة غريبة وجنونية، ويقول مدير مركز علوم نظام الأرض في جامعة ولاية بنسلفانيا مايكل مان إن ما يجري بهذا السياق يعتبر أمرا شاذا، مضيفا أنه ينذر بأن هناك المزيد من المفاجآت، وذلك بينما يواصل الناس استعداء الوحش الغاضب المتمثل في المناخ.

ويضيف مان أن القطب الشمالي يعتبر بمثابة المؤشر في هذا السياق، وأنه يرسل تحذيرا واضحا.

وتشير الصحيفة إلى أن منطقة كيب موريس جيسوب على الطرف الشمالي لجرينلاند حطمت الرقم القياسي بتسجيلها درجات حرارة فوق الصفر لمدة 61 ساعة في 2018.

وتقول المتخصصة في مجال الطقس بمعهد الأرصاد الجوية الدانماركي روث موترام إن ارتفاع درجات الحرارة يعتبر جزءا من أنماط الطقس العادية، لكن غير العادي بشأن هذه الحادثة هو أنها استمرت فترة طويلة، وكانت دافئة جدا.

وتضيف أنه بالعودة إلى أواخر خمسينيات القرن الماضي على الأقل، فإن الناس لم يشهدوا مثل درجات الحرارة العالية هذه في القطب الشمالي.

دوامة قطبية
وتقول الصحيفة إن سبب وأهمية هذا الارتفاع الحاد في درجة الحرارة بهذه المنطقة يعتبر الآن قيد التدقيق، وإن درجات الحرارة غالبا تتقلب في القطب الشمالي بسبب قوة أو ضعف الدوامة القطبية.

والسؤال الآن: هل يشير هذا إلى ضعف أو انهيار الدوامة القطبية؟

ويتحدث بعض العلماء عن فرضية تعرف باسم "القارات القطبية الدافئة، والقارات الباردة"، حيث تصبح الدوامة القطبية أقل استقرارا، وحيث تمتص المزيد من الهواء الدافئ تطرد المزيد من الجبهات الباردة، مثل تلك التي تشهدها حاليا بريطانيا وشمال أوروبا.

ويقول عالم الأرصاد الجوية جيسبر ثيلغارد إن الاتجاهات الأخيرة تعتبر خارج أحداث الاحتباس الحراري السابقة، مضيفا أنه "لا شك أن أحداث الاحترار هذه تجلب المتاعب للإنسان وللطبيعة".

وذلك بحيث تصبح الظروف المعيشية في مثل هذه التغيرات المناخية صعبة للغاية، وسط الخشية من أن يتسبب ارتفاع الحرارة في ذوبان الجليد، والإفراج المحتمل عن غاز الميثان الذي يعد من الغازات الدفيئة القوية جدا.

المصدر : الجزيرة + غارديان