سلام سوريا.. الجميع يرغبونه لكن كيف السبيل؟

BLOGS الغوطة
الأطفال أبرز ضحايا الحرب المستعرة في سوريا (رويترز)
تتشارك إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع روسيا وجميع القوى الإقليمية في الشرق الأوسط نفس الهدف النهائي الأسمي في سوريا: انتقال سياسي يخلق حكومة لامركزية جديدة قادرة على إعادة فرض السيادة بجميع أنحاء البلاد.

وتتساءل صحيفة واشنطن بوست الأميركية على لسان الكاتب ديفد إغنيشاس عن كيفية تحقيق هذا الهدف المشترك.

ويقول الكاتب إن هناك تحولا جديدا مثيرا للجدل بشأن التفكير من أجل استقرار سوريا، وإن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين يناقشون هذا الأمر بهدوء.

‪جميع أطراف الحرب تقول إنها تريد سوريا موحدة تبرز من بين الأنقاض‬ جميع أطراف الحرب تقول إنها تريد سوريا موحدة تبرز من بين الأنقاض (رويترز)
‪جميع أطراف الحرب تقول إنها تريد سوريا موحدة تبرز من بين الأنقاض‬ جميع أطراف الحرب تقول إنها تريد سوريا موحدة تبرز من بين الأنقاض (رويترز)

استعادة السلطة
ويرى المقال أن اللغز يكمن في كيفية "استعادة سلطة الحكومة السورية تدريجيا" في المنطقة الشرقية من الفرات التي تسيطر عليها حاليا القوات الخاصة الأميركية وحلفاؤها الأكراد السوريون.

وهذا الوصف للتفكير الاستكشافي لدى الولايات المتحدة وإسرائيل – كما يقول الكاتب- بني استنادا إلى عدة مصادر مطلعة.

ويشير إلى عدم حدوث أي تغيير فعلي في السياسة الأميركية إزاء سوريا نظرا لحساسية أي أمر يتعلق بالملف السوري.

ويتحدث عن تأكيدات إدارة ترمب بأن القوات الأميركية ستبقى في شمال سوريا إلى أن يتم إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية، وأن تصبح المنطقة مستقرة بما فيه الكفاية لمنع عودة هذه الجماعة "الإرهابية".

مجازر الأسد
ويضيف الكاتب بأن مسؤولا كبيرا في الإدارة الأميركية أخبره السبت بأنه لم تجر أي نقاشات مشتركة في واشنطن أو مع اسرائيل من أجل إيجاد خيارات بديلة.

ويستدرك بأنه لاحظ أن بعض المسؤولين يرون أن الهدف النهائي هو "عودة الدولة لا النظام" ويوضح أن هذا النهج لا يمكن أن يعني استعادة السلطة للرئيس بشار الأسد الذي لا يمكن أن يغفر له ملايين السوريين مجازره بحق الشعب.

ومن خلال "عودة الدولة" يتصور محللون خطوات أولية بسيطة، مثل دفع رواتب المعلمين وإصلاح السدود وغيرها من مرافق الطاقة الكهربائية وتسهيل تسليم الإمدادات الغذائية.

وفي حين لا تعني هذه الخطوات أي تجاوز لمفاوضات جنيف، يحذر مسؤولو الإدارة الأميركية من أن هذه الإجراءات التمهيدية لا تحظى بتأييد صريح من الولايات المتحدة حتى الآن.

ويقول المقال إن اللعبة النهائية في سوريا تشكل معضلة، فالقوات الأميركية وحلفاؤها يسيطرون الآن على الثلث الشرقي من البلاد بينما تسيطر روسيا وحلفاؤها السوريون والإيرانيون على معظم الثلثين الغربيين.

ولا تريد الولايات المتحدة ولا روسيا -وفق المقال- الاحتفاظ بقوات قتالية كبيرة إلى أجل غير مسمى. وتقول جميع الأطراف إنها تريد سوريا موحدة تبرز من بين الأنقاض.

ولكن -يقول الكاتب- إنه للحفاظ على النفوذ في عملية جنيف المتعثرة فإن كل جانب يدعم قواته بالوكالة ويسعى إلى الحفاظ على مناطق سيطرته أو توسيعها، بينما يستمر الصراع الدامي.

المصدر : الجزيرة + واشنطن بوست