خصخصة السياسة الخارجية الأميركية

Donald Trump Jr. poses for photographers during a photo opportunity before start of a meeting in New Delhi, India, February 20, 2018. REUTERS/Adnan Abidi
ترمب جونيور قبيل بدء اجتماع له بالهند في العشرين من الشهر الجاري (رويترز)
نشرت مجلة ناشيونال إنترست الأميركية مقالا ينتقد ما أسماه الخلط غير الأخلاقي بين المصالح الخاصة والعمل العام، الذي أصبح -وفقا للكاتب- سمة مميزة لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وقال الكاتب بول بيلار إن التأثيرات المحتملة لهذا الخلط على العلاقات الخارجية الأميركية ربما لا تكون ظاهرة للجمهور، لكنها تبرز من فترة لأخرى، وعلى سبيل المثال عندما ترغب حكومات أجنبية في الحصول على شيء من الولايات المتحدة تنقل عملها إلى الفندق الذي تديره شركة ترمب الكائن على مرمى حجر من البيت الأبيض.

وتم عرض هذا الخلط بشكل مفتوح هذا الأسبوع عندما سافر ابن ترمب (ترمب جونيور) إلى الهند "بحراسة أمنية من جهاز الأمن السري تساعده السفارة الأميركية بـ نيودلهي" لتطوير العمل التجاري الذي يخص شركة ترمب العقارية.

تعزيز المبيعات
وورد من الهند أن المبيعات كانت جيدة، ساعدها في ذلك أمل الكثيرين في خلق علاقات تعامل شخصية مع ابن الرئيس الأميركي إذا دفع المشتري المحتمل 38 ألف دولار أميركي كرسوم حجز في مشروع ترمب جنوبي نيودلهي.

وأضاف الكاتب بأن الخلط بين السياسة العامة والعمل التجاري الخاص يُتوقع له أن يزداد أكثر بإلقاء ابن ترمب خطابا حول "إعادة تشكيل العلاقات الهندو-باسيفيكية: العهد الجديد للتعاون" في مؤتمر يخاطبه رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي.

وعلق بيلار بأن هذا النوع من الخلط صارخ بشكل غير محتمل، ولا تستطيع حتى أسرة ترمب مواجهة النقد الذي يوجه إليه.

إيفانكا و"إيفانكا"
من جهة أخرى، توجد إيفانكا ابنة ترمب في كوريا الجنوبية لحضور نهائيات أولمبياد الشتاء، واجتذبت كيم يو-جونغ شقيقة الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ-أون كثيرا من الاهتمام باعتبارها "إيفانكا كوريا الشمالية" عندما كانت هناك لحضور افتتاح الأولمبياد.

وبوجود إيفانكا الحقيقية، سيتم الخلط بين العمل الخاص والعمل العام نظرا إلى أن نشاطها السابق في شرق آسيا نتج عنه تعزيز الاتصالات الحكومية الرسمية لتفيد مبيعات المجوهرات والإكسسوارات التي تمتلك علامتها التجارية.

ويضيف الكاتب أن تدخل المصالح الخاصة في السياسة الخارجية الأميركية تحت الإدارة الحالية لا يقتصر على المصالح التجارية لعائلة ترمب وحدها؛ فآخر الأخبار بهذا الصدد أن إمبراطور الكازينوهات شيلدون أديلسون عرض دفع تكاليف بناء سفارة أميركية في القدس.

وعلق بيلار على أن مثل هذا العرض من أديلسون يمثل مكافأة يعبّر بها أديلسون عن رضاه من أن مساهماته المالية الكبيرة السابقة في حملة ترمب الانتخابية ساعدت في شراء قرار الرئيس بنقل السفارة الأميركية إلى القدس.

وقال إن قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس كان هدفا شخصيا لأديلسون يقوم على علاقته الوطيدة بإسرائيل الأكثر قربا من علاقته بأميركا.

المصدر : الصحافة الأميركية