هل ترمب الصامت الوحيد على ممارسات السيسي؟
يجري هذا في ظل قيام مجموعة من العوامل المثيرة للقلق بتحريك المد العالمي، بما فيه موجة
الشعبوية المندفعة بقوة في أوروبا، وموجات الهجرة وعدم المساواة الاقتصادية في أنحاء مختلفة من المعمورة.لكن هؤلاء القادة الأقوياء يواصلون قمعهم لخصومهم وإخمادهم للمعارضة وقتلهم الآلاف من مواطنيهم وذلك دونما خشية، ووسط صمت رهيب من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
فلماذا يصمت ترمب بينما الأقوياء يقمعون معارضيهم؟ ولماذا لم يعد يخشى بعض هؤلاء القادة النفوذ الأميركي؟ وهل ترمب هو القائد الوحيد في هذا السياق؟
أميركا أولا
وتقول صحيفة نيويورك تايمز في تحليل مطول إن السبب يعود في جزء منه إلى تخلي ترمب إلى حد كبير عن حقوق الإنسان والديمقراطية وذلك لصالح أجندة "ضيقة" تتمثل في اتباعه نهج "أميركا أولا".
لكن هل "أميركا أولا" هي العامل الوحيد وراء صمت ترمب أو الولايات المتحدة هذا؟
وتجيب الصحيفة الأميركية على لسان خبراء بأن الاحتضان الدافئ -الذي يقوم به ترمب إزاء القادة المتشددين الذين لا يتورعون عن قتل الآلاف من شعوبهم- هو ما يشجعهم على الاستمرار في تجاوزات أسوأ.
لكن هل ترمب هو الوحيد من بين قادة الدول الكبرى في صمته بهذا السياق، كما هو الحال في مصر؟
لا، بل إن قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا يتصارعون أيضا مع تصاعد السياسة الشعبوية في بلدانهم، بينما لم يفعلوا الكثير بشأن قمع السيسي لمعارضيه أو منافسيه في السياق الانتخابي.
وبينما تسدل الصحيفة الستار على تحليلها، تضع علامة تعجب أمام ما تشهده مصر من انتخابات رئاسية في مارس/آذار القادم يتسابق فيها السيسي مع نفسه.