العيوب الرئيسية في حرب الاستخبارات الأفغانية

هجمات أفغانستان.. تساؤلات عن قدرة طالبان على التمدد
هجمات أفغانستان تشير إلى فشل جهاز الاستخبارات (الجزيرة)

علّق أحد الباحثين على سلسلة التفجيرات المروعة الأخيرة بالعاصمة كابل، والتي راح ضحيتها نحو 150 شخصا بينهم أجانب، بأنه أصبح من الضروري مناقشة الفشل في منع مثل هذه الهجمات من خلال منظور واحد هام، ألا وهو إصلاح جهاز الاستخبارات الأفغاني.

وقال زميل معهد الحرب الحديثة في "ويست بوينت" جاويد أحمد إن هذه الموجة من العنف في جميع أنحاء أفغانستان هي بكل المقاييس رد قوي من حركة طالبان -وافتراضا من باكستان- على إستراتيجية الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجديدة في أفغانستان، مما يشير إلى أن أي محاولة أميركية للضغط عليهما ليست فقط طائشة، ولكن مآلها هو الفشل. وبالنسبة لأفغانستان تشير موجة العنف الأخيرة إلى إخفاقات استخباراتية هامة.

ويبدو الهدف واضحا، وهو إذكاء الخوف من خلال العنف وإهانة وتقويض ثقة الشعب في الحكومة الأفغانية، وتقويض معنويات القوات الأفغانية، وتأجيج المزيد من التوترات بين الطبقة السياسية الأفغانية الفاشلة. وبالنسبة لطالبان فإن تكتيكاتها الجديدة قد بدأت تؤتي أكلها حيث بدأ الأفغان يشيرون بأصبع الاتهام إلى أجهزتهم الأمنية لفشلها في حمايتهم.

ومثل هذا العنف المنسق لطالبان سيتكرر ما لم تعالج نقطة الضعف الحرجة في جهاز الأمن الأفغاني، ألا وهي ضعف الاستخبارات الذي تتحمل مسؤوليته المديرية الوطنية للأمن -جهاز التجسس الرئيسي في البلاد- لفشلها في استباق هجمات طالبان. كما أنها أخفقت في الماضي في الكشف عن العديد من الهجمات الواسعة النطاق وإحباطها في كابل وغيرها من المدن الكبرى التي فيها حضور كبير للمخابرات الأفغانية.

كما أن الجهاز، رغم ما لديه من أموال وتكنولوجيا أميركية، يواجه ثغرات خطيرة في جمع وتحليل المعلومات الاستخبارية، فضلا عن قيادة قوية تواجه تكتيكات طالبان الجديدة بطريقة استباقية. وحقيقة الأمر هي أن شبكة عملاء طالبان في العديد من الولايات تبدو أقوى وأكثر مصداقية من الجهاز، في حين أن الحركة تحافظ بشكل لافت عن أمنها التشغيلي.

ولذلك لا بد من اتخاذ الإجراءات اللازمة لإصلاح الاستخبارات الأفغانية، ولا سيما إضفاء الطابع المهني على عملية التعيين وعدم تسييسها. وينبغي أن تشمل الإجراءات الجادة هيكل القيادة بالجهاز في كل من كابل والولايات الأخرى بزيادة متواضعة في العنصر البشري في الميدان وتعزيز قدراته في جمع وتحليل المعلومات وزيادة أنشطته الرقابية. وينبغي أن لا تقل نسبة المجندين الجدد عن 50% وتأتي من الأجهزة الأمنية الأفغانية، ولا سيما وزارة الدفاع، وأن يجتازوا عملية تمحيص شديدة.

وأخيرا وليس آخرا يبدو أن طالبان في الوقت الراهن لا تهتم بالسلام ولا بأن تكون شريك سلام جادا. ولهذا فقد أصبحت الحرب الأفغانية حربا استخباراتية إلى حد كبير، ومع أنه من غير المحتمل أن توقف طالبان عمليات القتل، نظرا للنجاحات التي حققتها، فإن دور المخابرات الأفغانية كخط الدفاع الأول هو أمر بالغ الأهمية. وتحتاج الولايات المتحدة إلى إعادة تقييم صادقة للقدرات الدفاعية لأفغانستان، ولاسيما جهاز الاستخبارات كرأس حربة، وهي تعزز دوره في التدريب القتالي.

المصدر : الصحافة الأميركية