وول ستريت جورنال: رؤية ترامب الاختزالية تخاطر بالسيطرة على سياسته

BUENOS AIRES, ARGENTINA - NOVEMBER 30: U.S. President Donald Trump looks over at Crown Prince of Saudi Arabia Mohammad bin Salman al-Saud as they line up for the family photo during the opening day of Argentina G20 Leaders' Summit 2018 at Costa Salguero on November 30, 2018 in Buenos Aires, Argentina. (Photo by Daniel Jayo/Getty Images)
الرئيس ترامب مارا بولي العهد السعودي في قمة العشرين بالأرجنتين (غيتي)

علقت صحيفة وول ستريت جورنال بأن الرؤساء الأميركيين لديهم مساحة دستورية كبيرة للمناورة في السياسة الخارجية لكنها ليست مطلقة، وقد كما بدأ دونالد ترامب يدرك ذلك فيما يتصل بموقفه من السعودية.

وأشارت في افتتاحيتها اليوم إلى محاولة أغلبية من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين توجيه رسالة إلى السعوديين وترامب مفادها أن سياسة الولايات المتحدة يجب أن تشمل الاهتمام بالقيم والمصالح الوطنية. وقالت إن هذا هو معنى تصويت المجلس 63-37 الأسبوع الماضي للسماح ببدء نقاش حول مشروع قانون قطع الدعم الأميركي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن.

وهذا الإجراء الذي يرعاه السناتور الديمقراطي بيرني ساندرز والجمهوري مايك لي يستحضر "قانون سلطات الحرب" المنسي منذ فترة طويلة الذي يسمح باستدعاء القوات الأميركية التي تساعد في الحرب التي تقودها السعودية في غضون 30 يوما. وقد انضم 14 جمهوريا إلى جميع الديمقراطيين الـ49 لإرسال مشروع القانون إلى النقاش وربما التصويت على تعديلات عدة هذا الأسبوع.

ما كان لترامب أن يواجه هذا التمرد في مجلس الشيوخ لو كان قد أظهر المزيد من الاشمئزاز من جريمة قتل خاشقجي ولم يصف العلاقة الأميركية السعودية بعبارات التعاملات التجارية الفجة

وترى الصحيفة أن مشروع القانون في شكله الحالي سيضر بالمصالح الأميركية ويضعف قدرة ترامب على إدارة السياسة الخارجية، وتعتقد أنه غير دستوري وأنه أحد الأسباب التي نادرا ما حاول الكونغرس التذرع بها ولم يعترف أي رئيس بأنها مهيمنة قانونيا. وأضافت أن تمريره سيصبغ الولايات المتحدة كحليف غير موثوق به وترامب كرئيس لا يستطيع الوفاء بالتزاماته تجاه السياسة الخارجية.

رؤية اختزالية
وذكرت وول ستريت جورنال أن السعوديين أداروا الحرب بطريقة سيئة تسببت في أضرار جانبية كبيرة، وأن الدعم الأميركي للحرب السعودية في اليمن بدأ في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وأن إدارة ترامب ساعدت السعوديين في محاولة تقليل الخسائر المدنية وأوقفت مؤخرا إعادة تزويد الطائرات السعودية بالوقود في اليمن.

واعتبرت تعاون السناتورين الجمهوريين بوب كروكر وليندسي غراهام في إيجاد حل بديل هو أخبار جيدة سوف تبعث رسالة إلى السعوديين دون إفساد هذه العلاقة. فهما يريدان من السعوديين، وخاصة ولي العهد العنيد محمد بن سلمان، أن يدركوا أن الولايات المتحدة لن تتجاهل القتل السياسي وأن محمد بن سلمان كان على علم باختطاف وقتل الصحفي جمال خاشقجي حتى وإن لم يأمر بذلك.

وقالت إن ترامب ما كان ليواجه هذا التمرد في مجلس الشيوخ لو كان قد أظهر المزيد من الاشمئزاز من جريمة قتل خاشقجي ولم يصف العلاقة الأميركية السعودية بعبارات التعاملات التجارية الفجة. وأضافت أنها سبق أن حذرت من أن رؤيته الاختزالية للمصلحة الوطنية تخاطر بفقدانه السيطرة على سياسته، وهذا ما وصلنا إليه.

وألمحت الصحيفة بأنه ربما تكون هناك لغة في مجلس الشيوخ لا تقيد يدي الرئيس ولكنها تحذر محمد بن سلمان وترامب من أن الدعم الأميركي ليس تلقائيا إذا استمر السعوديون في تحدي الأعراف المتحضرة، ويمكن لمجلس النواب وقف قرار مجلس الشيوخ هذا العام ويستطيع ترامب الاعتراض عليه في العام المقبل.

وختمت بأن ترامب لا ينبغي له أن يتجاهل أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، لئلا يصبح في النهاية وحيدا في مواجهة قانون "سلطات الحرب" كما حدث مع الرئيس السابق ريتشارد نيكسون.

المصدر : وول ستريت جورنال