فورين بوليسي: واشنطن تلجأ لفزاعة الخطر الإيراني

A man carries Buthaina Muhammad Mansour, believed to be four or five, rescued from the site of a Saudi-led air strike that killed eight of her family members in Sanaa, Yemen August 25, 2017. REUTERS/Khaled Abdullah/File Photo SEARCH
الأطفال والمدنيون أبرز ضحايا الحرب التي تشنها السعودية على اليمن (رويترز)

يفيد تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعمد إلى التحذير من تنامي الخطر الإيراني في المنطقة، وذلك في ظل تزايد الضغوط الدولية لإنهاء الدعم الأميركي للحرب التي تشنها السعودية على اليمن.

وترى كاتبة التقرير لارا سليغمان أن واشنطن تلجأ إلى استخدام الفزاعة الإيرانية كإستراتيجية لتحويل اهتمام الرأي العام العالمي من التركيز على التورط في الأزمة الإنسانية التي تعيشها اليمن. 

وتشير الإدارة الأميركية -وفق الكاتبة- إلى وجود أدلة جديدة تثبت أن إيران تزود المقاتلين باليمن وأفغانستان بالسلاح، وأن براين هوك المبعوث الأميركي الخاص بإيران وكبير المستشارين بالخارجية أكد وجود بعض الأسلحة التي يعتقد أنها أسلحة إيرانية في أفغانستان واليمن.

وتضيف الكاتبة أن السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نكي هيلي سبق أن كشفت آخر العام الماضي أدلة تثبت انتشار الأسلحة الإيرانية بالمنطقة، وأن هوك صرح بأن الدعم الإيراني توسع ليطال جماعة الحوثي باليمن وجماعات مسلحة أخرى.

ويضيف هوك أن الخطر الإيراني يتنامى بالمنطقة، وأن طهران ملتزمة بشكل كبير بتزويد مقاتليها المشاركين في حربها بالوكالة بمزيد من الأسلحة بغض النظر عن التبعات الإنسانية.

عزل طهران
وتشير الكاتبة إلى أن كشف واشنطن عن هذه المعلومات يعد جزءا من حملة واسعة تسعى الإدارة الأميركية من خلالها إلى حشد التأييد لفرض العزلة على طهران، فضلا عن كونها إستراتيجية لمقاومة انتقاد الكونغرس للدعم العسكري المستمر التي تقدمه الحكومة للحرب التي تقودها السعودية على اليمن والتي تتسبب بأزمة إنسانية كارثية.

وتضيف أن إدارة ترامب مصممة على تسليط الضوء على الدور المركزي الذي تلعبه السعودية في مساعدة الولايات المتحدة على التصدي للنفوذ الإيراني والحفاظ على الاستقرار الأمني بمنطقة الشرق الأوسط.

غير أن توقيت كشف هذه المعلومات الخطيرة يثير الريبة والشك، حيث جاء ذلك بعد مرور يوم واحد من تصويت غالبية كبيرة من كلا الحزبين بمجلس الشيوخ لصالح تقديم قرار يطالب الحكومة بإنهاء دعمها للسعودية في الصراع اليمني.

وهذا التصويت يعكس -وفق الكاتبة- مخاوف واسعة بشأن الدور الأميركي في الحرب اليمنية، كما أنه يكشف عن غضب واستياء مشرعي القوانين الأميركيين إزاء دعم إدارة ترامب المستمر للحكومة السعودية بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

المصدر : الجزيرة + فورين بوليسي