لوفيغارو: الملك سلمان يجوب السعودية لإنقاذ ابنه

Saudi Arabia's King Salman bin Abdulaziz Al Saud (C) and Crown Prince Mohammed bin Salman (R) attend Qiddiya, multi-billion dollar entertainment resort, launching ceremony in Riyadh, Saudi Arabia April 28, 2018, Picture taken April 28, 2018. Bandar Algaloud/Courtesy of Saudi Royal Court/Handout via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS PICTURE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY.
مالبرونو: الملك سلمان أثنى على إصلاحات ابنه الداخلية في حين نأى بنفسه عنه في الملفات الخارجية (رويترز)

في الوقت الذي بدأت فيه أصوات داخل العائلة الحاكمة السعودية تعبر عن امتعاضها من ولي العهد محمد بن سلمان، يواصل الملك سلمان حماية ابنه الذي تتهمه وكالة المخابرات المركزية الأميركية برعاية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، حسب ما جاء بصحيفة لوفيغارو الفرنسية.

الصحفي المخضرم جورج مالبرونو قال في بداية تقريره عن الموضوع إن على أولئك الذين يشككون في دعم الملك لابنه المفضل أن يستمعوا لما قاله في أول خطاب له بعد مقتل خاشقجي بالقنصلية السعودية بإسطنبول يوم الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ولفت مالبرونو إلى إشادة الملك سلمان يوم الاثنين الماضي أمام مجلس الشورى بالإصلاحات التي بدأها محمد بن سلمان ممتدحا بالذات برنامج الإصلاح الاقتصادي لابنه الرامي إلى خلق فرص عمل وإخراج البلد من الاعتماد الكلي على الموارد النفطية، مما يعني أنه لم يتخل عنه قيد أنملة، على حد تعبير مالبرونو.

وقال الكاتب إن هذا يتعارض مع ما أشيع في الأسابيع الأخيرة من احتمال إبعاد الملك لولي العهد، إذ نقلت وكالة رويترز عن مصادر قريبة من العائلة المالكة قولها إن عشرات من الأمراء وأبناء عمومة ولي العهد من آل سعود قد ينشطون لمنع حصول محمد بن سلمان سدة العرش.

لكن هؤلاء الأمراء أنفسهم، حسب مالبرونو، يعترفون بأنهم لم يكونوا ليتصرفوا ما دام الملك البالغ من العمر 82 عاما لم يسمح بذلك، ولفت الكاتب إلى أن هؤلاء الأمراء المناهضين لولي العهد كانوا يلعبون بورقة الأمير أحمد، الأخ الأصغر لسلمان والذي عاد للتو من شبه معارضة في لندن.

الأمراء المناهضون لولي العهد يلعبون بورقة الأمير أحمد، الأخ الأصغر للملك سلمان والذي عاد للتو من شبه معارضة في لندن.

ونقل مالبرونو في هذا الصدد عن خبير فرنسي قوله إن إحدى الخيارات المطروحة هي أن يتولى محمد بن سلمان الشؤون الداخلية والمجتمعية والاقتصادية، في حين يتولى شقيقه خالد بن سلمان، السفير السابق لدى الولايات المتحدة، الشؤون الخارجية.

وأضاف مالبرونو أن خطاب الملك سلمان يستشف منه مثل هذا التوجه، إذ أثنى على إصلاحات ابنه الداخلية، في حين نأى بنفسه عنه في الملفات الخارجية وخصوصا حرب اليمن والصراع العربي الإسرائيلي، وأورد في هذا الصدد مطالبة الملك لابنه بــ"التركيز على تنمية الموارد البشرية وإعداد الشباب لوظائف الغد".

وقال الكاتب إن دعم الملك لسلطات ولي العهد داخليا تجسد في جولتين قام بهما مؤخرا في محافظات عدة داخل المملكة برفقة ابنه، وهي جولات لم يسبق لها مثيل منذ اعتلائه العرش عام 2015، حسب الكاتب.

ورأى مالبرونو في نشاطات الملك الأخيرة عودة إلى وسائل الحكم التقليدية، خصوصا أنه، أي الملك سلمان، خبير كبير في النسيج الاجتماعي لمملكته، مما يعد ابتعادا عن الخرجات العنيفة لمحمد بن سلمان وفريقه من المستشارين الأميركيين.

المصدر : لوفيغارو