توماس فريدمان: ترامب يبيع القيم الأميركية دون مقابل

Armistice Day commemoration- - PARIS, FRANCE - NOVEMBER 11: U.S. President Donald Trump arrives at the Elysee Palace after the international ceremony for the Centenary of the WWI Armistice of 11 November 1918, in Paris, France on November 11, 2018.
فريدمان حائر من سياسة ترامب الخارجية (وكالة الأناضول)

قال الكاتب الأميركي المعروف توماس فريدمان إنه يجد صعوبة شديدة في الرد على السؤال التالي: ما أسوأ شيء في السياسة الخارجية الأميركية؟، وأكد في مقال له بصحيفة نيويورك تايمز أن الجواب على هذا السؤال يحيره للغاية في ظل سياسة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب.

وأبرز فريدمان أن ترامب يجمع بين صفتين فظيعتين، فهو أحمق وعديم الأخلاق، يبيع القيم الأميركية، دون أن يحصل على أي شيء ذي قيمة في المقابل.

واستطرد الكاتب في سرد بعض المواقف والقرارات السياسية التي اتخذها ترامب، مظهرا كيف أنه فشل في الاستفادة مما كانت تفتحه تلك المواقف من آفاق لنجاح السياسة الأميركية في الشرق الأوسط والعالم.

وذكر فريدمان مثلا أنه كان بإمكان ترامب قبل أن يقرر التغاضي عن دور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقتل الصحفي جمال خاشقجي أن يشترط عليه مثلا إطلاق الناشطات المعتقلات في سجونه وإنهاء حرب اليمن ووضع حد لحصار قطر.

كما كان بإمكانه، حسب فريدمان، قبل أن ينقل السفارة الأميركية إلى القدس أن يشترط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنهاء سياسة الاستيطان في الضفة الغربية، الأمر الذي كان سيعتبر إنجازا لم يتمكن منه أي رئيس من قبله، لكن ترامب، بدلا من ذلك، نقل السفارة دون مقابل، حسب فريدمان.

وقارن الكاتب بين سياسة أميركا تجاه إيران وسياستها تجاه السعودية، ونقل في هذا الإطار عن خبير الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي كريم سدجدبور قوله "يتحدث الناس عن خيارات أميركا في الشرق الأوسط كما لو كانت بين حلفاء جيدين مثل السعودية، وأعداء شريرين مثل إيران، والواقع أن خياراتنا الفعلية هي بين حلفاء سيئين وأعداء شريرين".

وعلق فريدمان على ذلك بقوله "تتصرف إيران والمملكة العربية السعودية بشكل مروع، وإن بطرق وأماكن مختلفة".

لكن بدلا من الاختيار بين حلفاء سيئين وأعداء سيئين، على أميركا -حسب الكاتب- أن "تعمل بشكل محموم لفعل الشيء الوحيد الذي يخدم المصالح الأمنية لبلدنا بالكامل، ومصلحته المالية ومصالحه القيمية، وذلك بإطلاق مشروع مانهاتن لإخراج أميركا من البلدان المحتاجة للنفط بحلول عام 2025".

وختم فريدمان بقوله إن إدمان الولايات المتحدة على النفط هو الذي يجعلها تبيع قيم العدالة مقابل حفنة مشتريات من السلاح، وهو الإدمان نفسه الذي يجعلها تمول الكثير من السلوكيات السيئة في الشرق الأوسط.

المصدر : نيويورك تايمز