مقال في لوموند: لا تدعوا بن سلمان لقمة العشرين

epa07116740 A handout photo made available by the Saudi Royal Palace shows Saudi Crown Prince Mohammad Bin Salman speaking during a session of the Future Investment Initiative Conference, in Riyadh, Saudi Arabia, 24 October 2018. Saudi Arabia on 23 October opened the three-day Future Investment Initiative conference that has seen major pull-outs from global political and business figures following the disappearance of Saudi journalist Jamal Khashoggi after he entered the Saudi consulate in Istanbul on 02 October and later acknowledgement he died inside the kingdom's consulate. According to media reports, Mohammed bin Salman spoke of the killing of Khashoggi for the first time, describing it as 'a heinous crime that cannot be justified', and that Saudi Arabia and Turkey will work together to punish all culprits. EPA-EFE/BANDAR ALGALOUD / SAUDI ROYAL PALACE HANDOUT HANDOUT EDITORIAL USE ONLY/NO SALES
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان (الأوروبية)
يدعو الكاتب الفرنسي تيري بول فاليت قادة العالم إلى عدم دعوة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لحضور قمة العشرين المزمع انعقادها في بوينس آيريس الشهر القادم، وذلك لأنه "حاكم مستبد" والعالم يشير بأصابع الاتهام إليه بالوقوف وراء جريمة القتل الوحشي لجمال خاشقجي.
ويقول في مقال نشرته له صحيفة لوموند الفرنسية إن توجيه الدعوة إلى محمد بن سلمان من شأنه أن يرسل رسالة رهيبة إلى عائلة جمال خاشقجي وإلى جميع الذين يعتقدون بوجود أمل في احتواء الانجراف والاستبداد اللذين يمارسهما هذا الحاكم السعودي.
ويضيف الكاتب أن مجموعة العشرين ليست موعدا للنزهة في هذا العالم، بل هي أكبر من ذلك، وإنها قمة مهمة للحكم العالمي، وإنه لا يجوز استبعاد الأخلاق والسلوك الإنساني والاكتفاء بما يسميه البعض السياسة الواقعية.
ويحذر الكاتب بأنه "يجب أن نتذكر أن رجلا قضى تحت التعذيب" وأنه تعرض للقتل الوحشي نتيجة لقرار غير مبرر من جانب حاكم يتحوّل ببطء ولكن بثبات إلى طاغية، فهو لا يتردد في إعدام الناس حتى خارج بلاده.
‪مقتل خاشقجي لقي تنديدا واسعا من قبل الكثيرين‬ (رويترز)
‪مقتل خاشقجي لقي تنديدا واسعا من قبل الكثيرين‬ (رويترز)

جريمة مريعة

ويضيف الكاتب أنه إذا كانت أوروبا وفرنسا والولايات المتحدة طالبت عبثا بمحاسبة القتلة، فإن هذه الدول ما زالت تكتفي بالإدانات من حيث المبدأ بعيدا عن حقيقة ما ينبغي عمله في مثل هذه العملية المريعة التي دبرها ولي العهد السعودي.
وعلى الرغم من أن هذه الدول متمسكة بالمطالبة بتقديم الحقيقة كاملة بشأن هذه الجريمة، فإنها أبعد ما تكون عن الالتزام الصادق بالحصول على الحقيقة والعدالة لخاشقجي.
ويشير الكاتب إلى الانتهاكات لحقوق الإنسان التي يقف وراءها محمد بن سلمان، ومن بينها حملات الاعتقال بحق الناشطين والمدافعات عن حقوق المرأة مثل إسراء الغمام التي قد تواجه الإعدام.

ويضيف أن العالم كله يشير بأصابع الاتهام إلى محمد بن سلمان بالوقوف وراء جريمة قتل خاشقجي، مشيرا إلى الروايات السعودية المختلفة والمتناقضة في هذا السياق، ويقول إن السؤال الحقيقي ليس من قتل خاشقجي؟ بل من أمر بقتل خاشقجي؟
ويبعث الكاتب برسالة واضحة إلى قادة العالم يقول فيها إنه يجب أن تكون هناك حدود وردود فعل واستجابات وعقوبات، وإنه يجب عدم توجيه الدعوة لولي العهد السعودي لحضور قمة العشرين.
ويختتم بأن مجموعة العشرين -التي تضم أكبر 20 دولة في العالم ومعظم المنظمات الدولية- لا ينبغي أن تصبح منتدى للقادة المجرمين.
المصدر : الجزيرة + لوموند