واشنطن بوست: بعد العنف.. نتنياهو يختار السلام في غزة

blogs نتنياهو
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

علقت واشنطن بوست في افتتاحية أن الحكومة الإسرائيلية كانت على وشك الانهيار أمس، بعد أن اختار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقفا لإطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، وأشارت إلى أن القرار أوقف اندلاع العنف الذي استمر أكثر من 24 ساعة بين الجانبين.

ورأت الصحيفة أن وقف إطلاق النار يخمد صراعا كان من الممكن أن يكون خاسرا للطرفين، ويفتح الطريق لهدنة أكبر يمكن أن تخفف من حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة؛ وأشادت بتبني نتنياهو هذا الموقف بالرغم من تكلفته السياسية.

وأشارت إلى أن نتنياهو كان يعمل مع الأمم المتحدة ووسطاء مصريين على خطة لإنهاء شهور من الصراع المتقطع على طول الحدود بين إسرائيل وغزة، وأنه خلال الخطوات الأولى بدأ الوقود المدفوع ثمنه من قبل قطر يتدفق عبر الحدود إلى محطة الكهرباء في القطاع، مما يزيد من إمدادات الطاقة إلى المنازل لتبلغ 12 ساعة يوميا، ويسمح لمحطات معالجة مياه الصرف الصحي باستئناف عملها.

وقف إطلاق النار يخمد صراعا سيكون خاسرا للطرفين، ويفتح الطريق لهدنة أكبر يمكن أن تخفف من حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة

وأضافت أن إسرائيل سمحت لقطر الأسبوع الماضي بتزويد إدارة حماس بمبلغ 15 مليون دولار نقدا، مما سمح بدوره لموظفي الخدمة المدنية والشرطة بتلقي دفعات الرواتب، وفي المقابل تحركت حماس لتقليص الاحتجاجات والهجمات التي تشنها على طول الحدود.

وألمحت الصحيفة إلى أن هذه الانفراجة الناشئة التي كادت أن تنهار يوم الأحد، أوضحت أن الجانبين ما زالا مهتمين بمواصلة الهدنة وربما توسيعها، لكنها رجحت عدم استمرار نتنياهو في الاستجابة لمطالب حماس التي تريد من إسرائيل السماح بمزيد من الصادرات والواردات وتوسيع منطقة الصيد الخاصة بها والسماح للعمال بالانتقال إلى وظائفهم في إسرائيل، خاصة أنه قد يجد نفسه قريبا في حملة انتخابية ستكون فيها الأحزاب اليمينية المتطرفة إلى جانب اليسار الليبرالي من بين خصومه.

وأضافت أن المنتقدين يشيرون إلى أن نتنياهو -من خلال عقد صفقات مع حماس- يزيد من تقويض السلطة الفلسطينية التي تحكم الضفة الغربية وكانت تحاول إجبار حماس على تسليم السيطرة على غزة، لكن سنوات من المفاوضات فشلت في تحقيق ذلك الانتقال، لأن حماس رفضت نزع سلاحها.

ومثل اليمينيين الإسرائيليين، يأمل القادة الفلسطينيون العلمانيون في أن تغزو إسرائيل غزة وتسحق حركة حماس مرة واحدة وإلى الأبد، لكن ذلك سيؤدي إلى احتلال إسرائيلي غير محدد للأرض ولما يقرب من مليوني شخص، أو خلق فراغ أمني يمكن استغلاله من قبل الجماعات الأكثر تطرفا.

وختمت الصحيفة بأن السلام الطويل الأمد بين إسرائيل وحماس يبدو مستحيلا، ومع ذلك اعتبرت وقف إطلاق النار والمهلة الإنسانية التي قبلها نتنياهو أفضل بكثير من حرب أخرى.

المصدر : واشنطن بوست