واشنطن بوست: وقف الدعم العسكري الأميركي للسعودية سينقذ اليمن

A man carries Buthaina Muhammad Mansour, believed to be four or five, rescued from the site of a Saudi-led air strike that killed eight of her family members in Sanaa, Yemen August 25, 2017. REUTERS/Khaled Abdullah/File Photo SEARCH
الأطفال والمدنيون أبرز ضحايا الحرب التي تقودها السعودية على اليمن (رويترز)

ترى صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن الحرب في اليمن شكلت مستنقعا انزلقت إليه السعودية في حكم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وتقول إنه من أجل إنقاذ اليمن واليمنيين فإنه يجب على الولايات المتحدة إيقاف كل أشكال الدعم العسكري الذي تقدمه للتحالف الذي تقوده الرياض.

وتشير في افتتاحيتها إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتخذت قبل أسبوعين خطوة أولى نحو كبح النظام السعودي المتهور تحت حكم ولي العهد محمد بن سلمان.

وتوضح أن إدارة ترامب دعت إلى وقف إطلاق النار في الحرب التي تشنها السعودية على اليمن، والتي تصفها الصحيفة بأنها تمثل فشلا عسكريا تسبب في أسوأ أزمة إنسانية عالمية.

غير أن الرد السعودي -بحسب الصحيفة- تمثل في هجوم جديد شنته الرياض وحلفاؤها ضد ميناء الحديدة الذي يمر عبره 70% من الغذاء والدواء للشعب اليمني البالغ عدده 28 مليون نسمة، نصفهم يدنون من الموت وهم يتضورون جوعا.

‪ولي العهد السعودي محمد بن سلمان‬  (رويترز)
‪ولي العهد السعودي محمد بن سلمان‬ (رويترز)

ذخائر وضحايا
وتضيف الصحيفة أنه وفي حين تم تعليق الهجوم على هذه المدينة في وقت سابق من العام الجاري تحت ضغط من الولايات المتحدة والأمم المتحدة فإن الطائرات الحربية السعودية عادت إلى قصفها مرة أخرى، وربما باستخدام الذخائر التي تزودها بها الولايات المتحدة.

وتنسب الصحيفة إلى منظمة العفو الدولية القول إن انفجارات الأحد الماضي وقعت بالقرب من المستشفى الأكثر أهمية في الحديدة.

وتشير واشنطن بوست إلى أن وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) اتخذت يوم الجمعة الماضي خطوة أخرى تمثلت في وقف عمليات إعادة تزويد الطائرات السعودية التي تقاتل في اليمن بالوقود، غير أن هذا الإجراء أيضا لم يوقف الهجوم.

وتضيف الصحيفة أن بن سلمان يشن حربا على اليمن منذ 2015، غير أنه بدلا من تحقيق الانتصار السريع على جماعة الحوثي في هذه الحرب كما كان يعتقد فإنها قادته إلى المستنقع اليمني.

‪جمال خاشقجي‬  (رويترز)
‪جمال خاشقجي‬ (رويترز)

سلسلة مغامرات
وتشير الصحيفة إلى مقتل آلاف المدنيين اليمنيين في غارات سعودية على المدارس والمساجد والأسواق وصالات الزفاف والعزاء، وإلى استهداف حافلة مدرسة مليئة بالأطفال في أغسطس/آب الماضي.

وحيث إنه لم تتم معاقبة بن سلمان على هذا السجل الحافل فإنه أقدم على سلسلة من المغامرات الإضافية التي بلغت ذروتها بجريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول الشهر الماضي، وفق الصحيفة.

وتقول واشنطن بوست إن المدافعين عن بن سلمان يتذرعون بأنه تعرض للتأنيب بعد جريمة قتل خاشقجي، وإنه تم "قصقصة جناحيه" والاستعاضة عن مستشاريه المتشددين بآخرين أكبر سنا وأكثر حكمة، غير أنه لا يوجد أثر لكل هذه التطورات في اليمن.

وتضيف أنه أصبح من الواضح أن السبيل الوحيد لفرض وقف لإطلاق النار وإنقاذ الملايين الذين يواجهون المجاعة والكوليرا في اليمن هو وقف كل أشكال الدعم العسكري والاستخباري واللوجستي للقوات السعودية وقوات الإمارات المتحالفة معها.

وتختتم بأنه إذا لم تكن إدارة ترامب أكثر صرامة مع بن سلمان -الذي علقت عليه دون حكمة الكثير من إستراتيجياتها في الشرق الأوسط- فإنه يجب على الكونغرس أن يتصرف بدلا عن ترامب.

المصدر : الجزيرة + واشنطن بوست