وول ستريت جورنال: هل ينجح الوليد بن طلال في تجميل صورة بن سلمان؟

صور موكب الأمير الوليد بن طلال لحظة وصوله إلى برج المملكة المملوك لشركته المملكة القابضة

نشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية مقالا تشير فيه إلى عودة الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال إلى الأضواء، وإلى قيامه بتجميل صورة ولي العهد محمد بن سلمان في أعقاب جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي.

وتضيف الصحيفة في المقال الذي شارك في كتابته كل من بينويت فوكون وسمر سعيد أن الوليد يعود من جديد كوجه جاذب للاستثمارات العالمية، وذلك بعد أن سبق احتجازه لثلاثة أشهر في فندق الريتز كارلتون بالرياض العام الماضي.

وتشير إلى أن اعتقال الأمير الوليد وأمراء آخرين ورجال أعمال سعوديين بارزين تم بأوامر من بن سلمان ضمن حملة شنها على من تم وصفهم بالفاسدين.

ويضيف كاتبا المقال أن الأمير الوليد بقي بعيدا عن الأضواء بعد الإفراج عنه، غير أنه يعود الآن إلى الظهور لجذب المسؤولين والمستثمرين الغربيين الذي بدؤوا بتجاهل ولي العهد بن سلمان في أعقاب جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول، وهي الجريمة التي نفذتها الفرقة الضاربة المؤلفة من عناصر من الاستخبارات ومقربين من ولي العهد السعودي.

‪الأمير الوليد شارك بن سلمان في التقاط صور السلفي بمؤتمر دافوس الصحراء في الرياض‬ (رويترز)
‪الأمير الوليد شارك بن سلمان في التقاط صور السلفي بمؤتمر دافوس الصحراء في الرياض‬ (رويترز)

صور سيلفي
وتكشف الصحيفة عن أن مكتب بن سلمان اتصل بمكتب الأمير الوليد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي وطلب منه حضور مؤتمر أعمال سعودي قاطعه مسؤولون تنفيذيون دوليون بحسب مصادر مقربة من الأميرين.

وتنسب الصحيفة إلى هذه المصادر قولها إن الأمير الملياردير وقف في اليوم التالي "أمام الحاكم المحاصر في نفس فندق الريتز كارلتون بالرياض حيث سبق احتجازه، وأنه رافق بن سلمان في جولة مصافحة على الحضور أثناء المؤتمر، وأنه التقط صور "سيلفي" بهدف طمأنة المستثمرين الغربيين".

وتضيف أن هناك علامة أخرى على عودة النعم الملكية إلى الأمير الوليد تتمثل في سلسلة جديدة من الصفقات التي عقدها مع المستثمرين الدوليين.

وتوضح أن من بين هذه الصفقات واحدة بقيمة ثلاثمئة مليون دولار في أعمال تجارية للمملكة مع فرنسا، وأخرى بقيمة خمسمئة مليون دولار مع شركات تكنولوجيا غربية. 

جانب من مؤتمر دافوس الصحراء الذي انعقد في الرياض الشهر الماضي وحضره الأمير الوليد بن طلال (رويترز)
جانب من مؤتمر دافوس الصحراء الذي انعقد في الرياض الشهر الماضي وحضره الأمير الوليد بن طلال (رويترز)

صفقات ومحادثات
وتشير الصحيفة إلى أن الأمير الوليد يجري محادثات مع ليونارد بلافاتنيك مالك مجموعة وارنر ميوزيك ومسؤولين تنفيذيين آخرين للاستثمار في شركته للترفيه "مجموعة روتانا ميديا".

غير أن المتحدثين الرسميين باسم شركة وارنر ميوزيك وشركة أكسيس للصناعات وشركة بلافاتنيك القابضة رفضوا التعليق على أنباء هذا الصفقات، بحسب الصحيفة.

وتشير الصحيفة إلى أن الأمير كان ممنوعا من السفر بعد الإفراج عنه، وإلى أن بن سلمان كان يملك حق النقض على استثمارات الأمير الوليد في شركة "المملكة القابضة" العائدة للوليد، بحسب مطلعين.

غير أن بعض المديرين التنفيذيين الغربيين الذين يعرفون الأمير الوليد يشككون في ظهوره الجديد وبدفاعه عن بن سلمان، ويقول أحد المستثمرين الغربيين إنه غير متأكد من أن الأمير الوليد يتحدث بحرية، مشيرا إلى أن تحركاته الأخيرة لن تنجح إذا ما ظهرت فضائح جديدة في السعودية.

‪ولي العهد السعودي محمد بن سلمان‬  (رويترز)
‪ولي العهد السعودي محمد بن سلمان‬ (رويترز)

مشاعر مختلطة
وتضيف الصحيفة أن بعض العارفين بالأمير الوليد يقولون إن لديه مشاعر مختلطة بشأن جريمة قتل خاشقجي الذي كان صديقا له وسبق أن عمل معه في أحد المشاريع التلفزيونية.

كما سبق للأمير الوليد أن صرح في مقابلة مع فوكس نيوز الأميركية بعد جريمة قتل خاشقجي بأن ما حدث كان مروعا وخسيسا ومأساويا.

وتشير الصحيفة إلى أن الأمير الوليد كرر نفي السلطات السعودية بأن بن سلمان متورط في جريمة قتل خاشقجي، وأنه أعرب عن اعتقاده بأنه ستتم تبرئة ولي العهد بنسبة 100%.

ويختتم كاتبا المقال بأن الذين يعرفون الأمير الوليد يقولون إنه اختار دعم بن سلمان والعائلة المالكة في هذه الأزمة الحرجة.

المصدر : الجزيرة + وول ستريت جورنال