واشنطن بوست: على الشركات الأميركية الانسحاب من منتدى بن سلمان

منتدى مسك
جانب من منتدى مسك آخر 2016 (رويترز)

دعت الصحفية كارين عطية في مقال نشرته لها صحيفة واشنطن بوست الشركات الأميركية إلى الانسحاب من مؤسسة مسك الخيرية أو ما سمته منتدى محمد بن سلمان احتجاجا على مقتل جمال خاشقجي.

وتشير عطية -وهي أميركية من أصل غاني وزميلة الصحفي جمال خاشقجي بالصحيفة نفسها- في مقالها إلى أن مؤسسة مسك الخيرية التي أسسها محمد بن سلمان بهدف تطوير وتمكين الشباب السعوديين من المساهمة في تنمية اقتصاد بلادهم، ستنظم منتدى عالميا في الرياض يومي الأربعاء والخميس المقبلين.

وتضيف أن من بين من شارك في منتدى مسك العام الماضي كلا من شبكة سي أن أن الإخبارية، وشركة تويتر، وقناتي سي أن بي سي وبلومبيرغ، ومؤسسة بيل ومليندا غيتس.


وبحسب عطية، فإن منظمي ورعاة منتدى هذا العام -الذي لم يتبق أمام انعقاده سوى أيام قليلة- آثروا إبقاء برنامج فعالياته والجهات المشاركة فيه طي الكتمان لدرجة أن موقع منتدى مسك الإلكتروني خلا من أي معلومات عن المتحدثين أو الرعاة ممن تأكد مشاركتهم في الحدث.

جانب من الحضور النسائي بمنتدى مسك العالمي بالرياض (الجزيرة)
جانب من الحضور النسائي بمنتدى مسك العالمي بالرياض (الجزيرة)

سبب وحذر
وتضيف الكاتبة أن ثمة سببا آخر يدعو المؤسسات للحذر من الارتباط بمسك الخيرية، فطبقا لتقارير بثتها وسائل إعلام تركية، فإن فريق الإعدام الذي اغتال خاشقجي اتصل أربع مرات في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي (يوم الاغتيال) ببدر العسكر، الأمين العام لمؤسسة مسك ومدير مكتب محمد بن سلمان.

وتدعو كاتبة المقال المنظمات والشركات الأميركية للكف عن تبييض صورة محمد بن سلمان، والانسحاب من مسك الخيرية، "فهي أمام خيار واضح عندما يتعلق الأمر بولي العهد السعودي، فإما الانحياز إلى جانب القمع الوحشي وإما الوقوف في وجهه".

وتقول إن الوقت قد حان لتلك المؤسسات الأميركية لكي تتبنى الخيار المناسب وتعتبر محمد بن سلمان شخصا غير مرغوب فيه وتتحاشى التعامل معه.

وتشير الكاتبة إلى أنه قبيل اغتياله بأيام قليلة، وتحديدا في سبتمبر/أيلول المنصرم، فإن خاشقجي بعث برسالة إلكترونية حملت في طياتها أول مادة إلى صحيفة واشنطن بوست الأميركية.

‪كارين عطية: لم أكن أتصور قط أن جمال خاشقجي سيقتل بوحشية وتقطع أوصاله‬ (رويترز)
‪كارين عطية: لم أكن أتصور قط أن جمال خاشقجي سيقتل بوحشية وتقطع أوصاله‬ (رويترز)

قتل ووحشية
وتستذكر عطية أن خاشقجي قال لها ذات مرة "إنني تحت ضغط شديد من أفراد عائلتي والأصدقاء كي ألزم الصمت، لكن هذا ليس صوابا فلدينا ما يكفي من الدول العربية الفاشلة، ولا أريد أن تكون بلدي واحدة منها".

وتشير إلى أنها لم تكن تتصور قط أن جمال سوف يُقتل بوحشية وتُقطَّع أوصاله "لأنه تحدث علانية بلا وجل ضد قوى الظلام التي تولت زمام الأمور" في بلده السعودية.

وتقول إن "عهد التعسف والإفلات من العقاب الذي يقوده ولي العهد محمد بن سلمان يجب أن ينتهي وذلك لمصلحة السعودية واستقرار المنطقة".

وتختم بأنه بين اختطاف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، والإضرار بالعلاقات الدبلوماسية مع كندا وتحويل اليمن إلى كارثة إنسانية "نازفة"، لا بد أنه تبين الآن بشكل مأساوي السبب الذي دعا جمال خاشقجي للتخوف من أن السعودية ستنهار تحت قبضة محمد بن سلمان الحديدية "النزقة".

المصدر : واشنطن بوست