تحوّل اهتمام المانحين هل يجبر اللاجئين السوريين على العودة؟

Syrian refugees, who are stuck between the Jordanian and Syrian borders, watch a group of them cross into Jordanian territory, near the town of Ruwaished, at the Hadalat area, east of the capital Amman, May 4, 2016. REUTERS/Muhammad Hamed
لاجئون سوريون بالأردن (رويترز)

يسرى عجاج لاجئة سورية في الأردن تجد نفسها مرغمة على اتخاذ قرار حياة أو موت، إذ تفكر -وهي أرملة وأم لثلاثة أطفال- في مغادرة الأردن الذي كانت تعتبره يوما ما بلدها الثاني منذ أن قضت الحرب على موطنها الأصلي وعلى زوجها في 2013.

وبعد انقضاء قرابة خمس سنوات، انقلبت حياتها إلى جحيم مرة أخرى. ففي أبريل/نيسان الماضي، أوقفت الأمم المتحدة مساعدة مالية شهرية تبلغ 210 دولارات كانت تعتمد عليها في سداد إيجار منزلها.

وفي سبتمبر/أيلول السابق قطعت المنظمة الدولية عنها قسائم طعام بقيمة 175 دولارا كانت تضطر لبيعها في السوق السوداء لكي تتمكن من سداد فواتيرها.

عود المكره
واليوم، تواجه عجاج "خيارين أحلاهما مر" على حد وصفها، فإما عوز وتشرد في الأردن، وإما عود ليس أحمد إلى سوريا. على أن الأسوأ من ذينك الخيارين أن المجتمع الدولي قد يتخذ القرار عنها.

تقول عجاج وهي تهم بدخول مقر لإحدى المنظمات غير الحكومية في مدينة المفرق شمالي الأردن طلبا لمساعدة مالية، "أخشى أن يكون المجتمع الدولي يسعى لإجبارنا على العودة إلى سوريا".

فقد فوجئ اللاجئون السوريون في الأردن ولبنان بقطع الدعم المالي عنهم، وتعليق المساعدات الطبية والبرامج التعليمية المخصصة لهم، إذ بدأ الإعياء والتعب يثقل كاهل المانحين الدوليين جراء الأزمة السورية. وكان أن ألقى ذلك بظلال كثيفة على الأمم المتحدة وشركائها في الشرق الأوسط.

سوريا غير مواتية بعد
ومع أن ثمة حملة جديدة تقودها منظمات الإغاثة الإنسانية بالتركيز على إعادة إعمار سوريا وحث اللاجئين السوريين على العودة إلى وطنهم، فإن مسؤولي الأمم المتحدة يحذرون من أن الأحوال في تلك الدولة لم تستقر بعد، أو أنها لم تصبح مواتية بعد لعودة جماعية لخمسة ملايين سوري فروا إلى دول الجوار.

كما يحذرون من أن قطع المساعدات سيجعل آلاف العائلات ترزح تحت نير الفقر في الدول المستضيفة والعاجزة عن تقديم العون لهم.

تأثير متفاقم
وأصدرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أواخر سبتمبر/أيلول الماضي نداءً عاجلاً لجمع 270 مليون دولار بنهاية الشهر الجاري. وأخذت المفوضية على عاتقها توفير دعم مستدام ومساعدات لإنقاذ أرواح 5.6 ملايين لاجئ سوري يعيشون في دول بمنطقة الشرق الأوسط.

وحذرت من أنها إذا لم تتمكن من جمع ذلك المبلغ فإنها سوف تضطر لتعليق خدماتها لملايين اللاجئين، بما في ذلك مساعدات نقدية لنحو 456 ألفا من السوريين المستضعفين في الأردن ولبنان.

وحتى أواخر سبتمبر/أيلول الماضي بلغت موازنة المفوضية السامية الكلية المخصصة للأزمة السورية 1.97 مليار دولار، وهي تمثل 35% من التمويل المطلوب لعام 2018.

تحوّل الاهتمام
إن تحول اهتمام المانحين وأموالهم من دعم اللاجئين إلى إعادة الإعمار، دفع العديد من المنظمات غير الحكومية إلى طرح عطاءات لإقامة مشاريع داخل سوريا واستحداث وظائف للأجانب لإدارتها هناك.

يقول أحد عمال الإغاثة إن إعادة الإعمار أضحت "الكلمة الرنانة"، وإن الكل يريد الحصول على "قطعة من تلك الكعكة"، أما "اللاجئون فلم تعد تلك الكلمة التي تثير اهتمامهم".

ورغم أن العام 2017 شهد عودة 17 ألف لاجئ سوري إلى وطنهم من الأردن، فإن ذلك المعدل تراجع إلى 1770 فقط في المدة من يناير/كانون الثاني 2018 لغاية سبتمبر/أيلول الماضي.

المصدر : كريستيان ساينس مونيتور