لوموند: الاحتجاجات كشفت عورة طهران

epa06410378 Iranian students clash with riot police during an anti-government protest around the University of Tehran, Iran, 30 December 2017. Media reported that illegal protest against the government is going on in most of the cities in Iran. Protests were held in at least nine cities, including Tehran, against the economic and foreign policy of President Hassan Rouhani's government. EPA-EFE/STR
فوشار: الاحتجاجات كشفت عجز طهران عن التغلب على تناقضاتها الداخلية (الأوروبية)
هل يمكن لإيران الحفاظ على وضعها قوةً إقليمية مسيطرة في ظل أوضاعها الداخلية؟ سؤال طرحه كاتب صحفي في مستهل مقال له تعليقا على ما شهدته إيران طوال أسبوع من احتجاجات الشوارع في طهران ومدن أخرى كثيرة، قائلا إن انفجار الأوضاع فيها ظرفيا كان أو دائما سيؤثر على المنطقة برمتها.
 
يقول آلين فوشار في عموده بصحيفة لوموند  إن إيران تتلذذ اليوم بانتصارها في سوريا، ونفوذها المدوي في العراق، وتحكمها في جزء من السلطة في لبنان، لكن الوضع في بيتها الداخلي أقل إشراقا.
 
ويضيف أن إيران خرجت من سنوات الحرب التي دمرت الشرق الأوسط قوةً إقليمية، فحلفاؤها يتحكمون في بغداد ودمشق وبيروت، مما يعطيها تفوقا إقليميا لكنه ذو كلفة داخلية، فاستثمار طهران "الخارجي" – السياسي والعسكري والاقتصادي- كلفها مئات الملايين من الدولارات إن لم نقل المليارات.
 
وللتعليق على هذا الوضع، تساءل فوشار "هل يمكن لطهران، والحالة هذه، أن تستمر في دعم نظام بشار الأسد في سوريا والاستمرار في تمويل الأصدقاء والمليشيات المسلحة في العراق وتحمل فاتورة حزب الله الباهظة في بيروت؟ وإلى متى ستظل تموّل حروبا بالوكالة ضد عائلة آل سعود وتدفع التمويلات لحركة حماس الفلسطينية؟".

تلكم أسئلة من بين أخرى طرحها المحتجون أنفسهم، إذ يريدون أن يكون الاهتمام بهم أولوية الأولويات، ولذلك خرجوا بالعشرات والمئات والآلاف، دون دعم سياسي ولا تنظيم مسبق في نحو ثلاثين مدينة، منددين بالفساد والبطالة وعدم المساواة.

وإذا ما استثنينا تركيا فإن إيران هي ثاني أغنى بلد في المنطقة بعد السعودية، لكن اقتصادها متصلب ومملوك للدولة أو في أيدي مؤسسات ومجموعات ذات صلة بالسلطة مع اعتماد كبير على عائدات النفط والغاز، ينضاف إلى ذلك قلة الاستثمارات الأجنبية لعدم رغبة "متشددي" النظام فيها وعداء الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب المعلن لإيران، حسب فوشار.

ولفت الكاتب إلى أن وقوع هذه الاحتجاجات بالتزامن مع مناقشة السلطات الإيرانية لميزانية البلاد جعلها حساسة، إذ إن "الحرس الثوري" يريد أن يحتفظ بنصيبه الذي يضمن له الاستمرار في التفوق العسكري والاقتصادي وتمويل طموحاته الخارجية، بما في ذلك ما يتهمه به البعض من محاولة إقامة قواعد عسكرية باهظة التكاليف في سوريا.

وختم الكاتب بقوله إن هذه الاحتجاجات كشفت عورة طهران وعجزها عن التغلب على تناقضاتها الداخلية، لكن من شأن دعوات ترمب المتكررة لتغيير النظام الإيراني ودعمه اللامحدود للسعودية ولسياسات اليمين الإسرائيلي أن يضعف الإصلاحيين الإيرانيين ويقوي شوكة المتشددين وحرسهم الثوري، على حد تعبير فوشار.

وهذا الرأي يتناغم مع رأي الخبير السياسي المختص في الصراعات الحربية جيرار شاليان الذي يرى أن الاحتجاجات المذكورة لن تقوض سلطة إيران الحالية.

وفي مقابلة له مع صحيفة لوفيغارو أرجع الخبير السبب في ذلك إلى أن "نظام الملالي"، ذا الطابع القومي المتشدد، لا يزال يحظى بتأييد جزء من الشعب الإيراني، ملفتا إلى نجاح إيران في هزيمة الجهاديين المهددين لأمنها وتعزيز مكانة الشيعة.

المصدر : لوفيغارو + لوموند