لوموند: الاحتجاجات كشفت عورة طهران
تلكم أسئلة من بين أخرى طرحها المحتجون أنفسهم، إذ يريدون أن يكون الاهتمام بهم أولوية الأولويات، ولذلك خرجوا بالعشرات والمئات والآلاف، دون دعم سياسي ولا تنظيم مسبق في نحو ثلاثين مدينة، منددين بالفساد والبطالة وعدم المساواة.
وإذا ما استثنينا تركيا فإن إيران هي ثاني أغنى بلد في المنطقة بعد السعودية، لكن اقتصادها متصلب ومملوك للدولة أو في أيدي مؤسسات ومجموعات ذات صلة بالسلطة مع اعتماد كبير على عائدات النفط والغاز، ينضاف إلى ذلك قلة الاستثمارات الأجنبية لعدم رغبة "متشددي" النظام فيها وعداء الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب المعلن لإيران، حسب فوشار.
ولفت الكاتب إلى أن وقوع هذه الاحتجاجات بالتزامن مع مناقشة السلطات الإيرانية لميزانية البلاد جعلها حساسة، إذ إن "الحرس الثوري" يريد أن يحتفظ بنصيبه الذي يضمن له الاستمرار في التفوق العسكري والاقتصادي وتمويل طموحاته الخارجية، بما في ذلك ما يتهمه به البعض من محاولة إقامة قواعد عسكرية باهظة التكاليف في سوريا.
وختم الكاتب بقوله إن هذه الاحتجاجات كشفت عورة طهران وعجزها عن التغلب على تناقضاتها الداخلية، لكن من شأن دعوات ترمب المتكررة لتغيير النظام الإيراني ودعمه اللامحدود للسعودية ولسياسات اليمين الإسرائيلي أن يضعف الإصلاحيين الإيرانيين ويقوي شوكة المتشددين وحرسهم الثوري، على حد تعبير فوشار.
وهذا الرأي يتناغم مع رأي الخبير السياسي المختص في الصراعات الحربية جيرار شاليان الذي يرى أن الاحتجاجات المذكورة لن تقوض سلطة إيران الحالية.
وفي مقابلة له مع صحيفة لوفيغارو أرجع الخبير السبب في ذلك إلى أن "نظام الملالي"، ذا الطابع القومي المتشدد، لا يزال يحظى بتأييد جزء من الشعب الإيراني، ملفتا إلى نجاح إيران في هزيمة الجهاديين المهددين لأمنها وتعزيز مكانة الشيعة.