صحف بريطانية: عن ماذا يدافع الأكراد في عفرين؟

جبل استراتيجي شرق عفرين بقبضة الجيش الحر
جبل إستراتيجي شرق عفرين بقبضة الجيش الحر

تناولت بعض الصحف البريطانية تداعيات العملية العسكرية التركية في عفرين وسبب دخول القوات التركية سوريا مرة ثانية، وأشارت إلى أن الوضع على الأرض في المدينة يجعل من الصعب معرفة ما يدافع عنه المقاتلون الأكراد.

فقد أشار مقال بمجلة إيكونومست إلى أن العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا في عفرين شمال غرب سوريا يوم 20 يناير/كانون الثاني، المسماة "غصن الزيتون"، لم تكن الأولى وأنها سبق لها أن دخلت سوريا خريف 2016 بهدف إزالة مقاتلي تنظيم الدولة من الأراضي المطلة على الحدود. وهذه المرة كانت أهدافها أعضاء مليشيا وحدات حماية الشعب الكردية، وقد تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعدم الخروج منها هذه المرة إلا بعد أن تكون قواته قد قتلت جميع المتمردين في عفرين.

وألمحت المجلة إلى أن حكومة أردوغان طالما اعتبرت وحدات حماية الشعب الكردية الفرع السوري لـ حزب العمال الكردستاني الذي كان تمرده ضد القوات المسلحة التركية على مدى ثلاثة عقود بمثابة بداية الحرب التي أودت بحياة نحو أربعين ألف ضحية. وأضافت أن تركيا بالكاد تميز بين المجموعتين الكرديتين وتدرجهما كمنظمتين إرهابيتين، في حين أن حلفاءها الغربيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة يطبقون التسمية الإرهابية على العمال الكردستاني فقط.

ما يزيد تفاقم المشكلة هو الخطة التي أعلنها المسؤولون الأميركيون مؤخرا لاستخدام مقاتلي وحدات حماية الشعب كجزء من قوة أمن حدودية

واعتبرت ذلك المشكلة الكبيرة، موضحة أن ادعاء أميركا بأن المليشيتين الكرديتين كيانان منفصلان جعلها تدرج وحدات حماية الشعب كشريك رئيسي في الحرب على تنظيم الدولة ودعمتها بقوتها الجوية حتى أجلت مقاتلي التنظيم من معظم مناطق شرق سوريا ومن عاصمة خلافته في الرقة.

تحالف تكتيكي
وما يزيد تفاقم المشكلة هو الخطة التي أعلنها المسؤولون الأميركيون مؤخرا لاستخدام مقاتلي وحدات حماية الشعب كجزء من "قوة أمن حدودية" من شأنها الحفاظ على المكاسب التي تحققت ضد تنظيم الدولة. وهذا يؤكد فقط أسوأ مخاوف تركيا بأن التحالف التكتيكي بين واشنطن وأكراد سوريا قد تحول إلى تحالف إستراتيجي.

وفي تقرير خاص بصحيفة إندبندنت، لخص الكاتب روبرت فيسك الوضع على الأرض في مدينة عفرين شمال سوريا حيث يقوم بمتابعة الأحداث ميدانيا من هناك، بأنه من الصعب واقعا معرفة ما يدافع عنه الأكراد هناك.

وقال "في حين يحاول الأكراد إقناعكم بولائهم المحتمل لسوريا وإنكار أي صلة ببقية سوريا الكردية وأكراد العراق، وهي كذبة واضحة، عليهم أن يعلنوا إيمانهم بوضوح بشكل الحكم الذاتي الخاص بهم".

ووصف الكاتب ما يجري بأنه حرب قديمة قذرة وأن عفرين -التي من المفترض أنها مهددة بهجوم كارثي من قبل الجيش التركي- مفتوحة كالمعتاد ومحلاتها تقوم بنشاطها اليومي ومطاعمها ترحب بزبائنها وسيارات الأجرة تنقل ركابها بشكل طبيعي، ولفت الانتباه إلى أن المدينة نفسها لم تقصف مرة واحدة ولم تصب بضرر تماما بخلاف الوضع في القرى إلى الغرب والشمال.

المصدر : الصحافة البريطانية