صحيفة فرنسية: عثرات ابن سلمان بالجملة

FILE- In this Nov. 11, 2015 file photo, Saudi Arabian Deputy Crown Prince Mohammed bin Salman attends a summit of Arab and Latin American leaders in Riyadh, Saudi Arabia. Saudi Arabia’s offer to put boots on the ground to fight Islamic State in Syria is as much about the kingdom’s growing determination to flex its military might as it is about answering U.S. calls for more help from Mideast allies. (AP Photo/Hasan Jamali, file)
ليزيكو: ابن سلمان عنيف في قراراته المرتجلة (أسوشيتد برس)
قالت صحيفة فرنسية إن عمليات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان العنيفة وارتجاله للأمور -الذي يُذكّر بنهج الرئيس الأميركي دونالد ترمب– يمثل مصدر قلق للكثيرين عبر العالم.

وتحت عنوان "ابن سلمان عثرات بالجملة" استعرضت ليزيكو بعض تلك السياسات، فقالت إن الحرب في اليمن -التي بدأت منذ أكثر من عامين مع تحالف من 12 دولة سنية لمحاربة تمرد محلي لـ جماعة الحوثي المدعومة من إيران– فشلت فشلا ذريعا "تقشعر له الأبدان".

وأضافت أن سوء تقدير ابن سلمان بل وتناقضه بدا جليا كذلك عندما احتجز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في الرياض وأرغمه على تقديم استقالته من السلطة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قبل أن يخلي سبيله بوساطة فرنسية.

وذهبت ليزيكو أبعد من ذلك حين اتهمت ابن سلمان بأن لديه ميولا يدعو إلى الاشمئزاز بتعذيب جيرانه، دون أن يقدر بالضرورة التأثيرات الجيوسياسية لأفعاله.

وضربت الصحيفة كمثال على ذلك اتهام ابن سلمان لـ قطر بدعم الجماعات الإرهابية رغم أن تلك تهمة توجه إلى السعودية بشكل منتظم، وانزعاجه من علاقات الدوحة مع إيران وهو ما أخذه ذريعة لفرض حصار اقتصادي على هذا البلد منذ يونيو/حزيران 2017.

لكن ليزيكو لفتت إلى أن نتيجة هذا الحصار جاءت عكس ما تشتهيه سفينة ابن سلمان، إذ إن الدوحة عززت من علاقاتها مع طهران منذ ذلك اللحين.

وأكدت أنه بذلك يعطي الانطباع باللعب بالنار في منطقة متوترة بشدة، مما جعل أحد المستغربين في السعودية يعلق قائلا "إن عدم الاستقرار الإقليمي هو أهم عوامل قلق للمستثمرين الأجانب".

على المستوى الداخلي
وعلى المستوى الداخلي، تحدثت الصحيفة عن الاعتقالات التي طالت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مئتين من الأمراء ورجال الأعمال بغية زيادة موارد الدولة.

ووفق ليزيكو فإن اعتقاله للأمير متعب ابن الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز واستيلاءه على قوات الحرس الوطني التي كانت تتبع لمتعب ضمن له هيمنة كاملة على المملكة، غير أنه أضعف التحالف الذي كان قائما بين عائلة آل سعود والقبائل.

ولفتت ليزيكو إلى أن ابن سلمان يعي جيدا أهمية احتواء شباب بلده، خصوصا أنهم -مثل كل الشباب في العالم- يعيشون مع تويتر وإنستغرام ويوتيوب، وهم متعطشون للحرية ولن يقبلوا خنق ما لديهم من حريات.

ونقلت في هذا الإطار عن أحد رجال الأعمال قوله إن ولي العهد "في عجلة من أمره وهو يدرك أن الشباب يمكن أن ينقلبوا عليه".

وحذرت الصحيفة من تداعيات خفض الأجور وزيادة أسعار المياه والكهرباء والبنزين بشكل كبير وفرض القيمة المضافة على السلع، إذ "لا يمكن أن ينمو النبات عن طريق سحبه إلى الأعلى، وقطار الإصلاحات الذي ينفذه ابن سلمان وحشي للغاية ومن شأنه أن يولد انفجارا" على حد تعبير مسؤول سابق في شركة توتال الفرنسية بالسعودية.

المصدر : الصحافة الفرنسية