جيش ميانمار يجني الثروات بذبح الروهينغا

Rohingya refugees leave their makeshift shelters as they are flooded due to heavy rain, in Cox's Bazar, Bangladesh, September 19, 2017. REUTERS/Mohammad Ponir Hossain
الحال البائس للاجئي الروهينغا بأحد المخيمات في بازار ببنغلاديش في 19 سبتمبر/أيلول (رويترز)
ألا تستطيع بعض الجيوش تحقيق ذاتها وملء جيوب قياداتها وكبار ضُباطها سوى بالتفنن في قتل وتهجير أبناء بعض الأقليات في بلدانها، بينما تكون هذه الأقليات لا حول لها ولا قوة، أم أن المذابح العرقية وسفك دماء أقلية الروهينغا المسلمة تعد المفتاح لجيش ميانمار لاستمرار ممارسة السلطة وجني الثروات؟
 
فحكاية مأساة الروهينغا ما انفكت تطرق منابر وسائل الإعلام والأروقة السياسية العالمية، لكن صحيفة نيويورك تايمز ترى بمقال تحليلي للكاتب ريتشارد بادوك أن حملة الفظائع  التي شنها جيش ميانمار لتهجير مئات الآلاف من مسلمي الروهينغا خارج بلادهم لا تعد ابتكارا.

إذ تقول الرواية إن جيش ميانمار بدأ بسفك الدماء في البلاد منذ 76 عاما ولا يزال يواصل سفكها منذئذ، بل إن مؤسسي هذا الجيش في 1941 المعروفين باسم "الرفاق الثلاثون" أعلنوا انطلاقته في حفل وحشي دموي في بانكوك.

أولئك الرفاق الثلاثون سحب بعضهم دماء بعض من خلال محقنة واحدة، ثم خلطوها في وعاء فضي، وذلك قبل أن يتقاسموا شربها للتأكيد على العهد ونذر الولاء.

 

جيش ميانمار حارب عقودا ضد شعب بلاده (رويترز)
جيش ميانمار حارب عقودا ضد شعب بلاده (رويترز)

وباستثناء فترة وجيزة من السلام الأولي، فإن هذا الجيش الذي قاد البلاد نحو الاستقلال في 1948، أمضى العقود السبعة الأخيرة في الحرب ضد شعبه.

فهذا الجيش المعروف باسم "تاتماداو" استولى على السلطة من الحكومة المدنية في 1962، وهو نفسه الذي قتل الآلاف من المتظاهرين في 1988 من أجل الحفاظ على السلطة بيديه، بل إنه قمع انتفاضة شعبية أخرى -هي ثورة الزعفران- في 2007.

ثم إن هذا الجيش وعبر القتال المستمر مع الأقليات العرقية تسبب في تشريد الملايين من الناس، وجنى المليارات من الدولارات من المناجم والغابات وغيرها من الموارد الطبيعية.

وأما إستراتيجية "تاتماداو" فتمثلت في القتال ضد المتمردين الإثنيين وإدارة الصراعات عن طريق اتفاقات وقف إطلاق النار بين فينة وأخرى، وإثراء قياداته وضُباطه.

المصدر : الجزيرة + نيويورك تايمز