ميلانيا وترمب.. كل "يغرّد" على هواه

Donald Trump takes the oath of office as his wife Melania holds a bible during his inauguration as the 45th president of the United States on the West front of the U.S. Capitol in Washington, U.S., January 20, 2017. REUTERS/Lucy Nicholson
دونالد ترمب أثناء تأديته القسم ومراسم تنصيبه رئيسا يوم 20 يناير/كانون الثاني 2017، بينما تحمل زوجته ميلانيا الكتاب المقدس (الأوروبية)

تمر سنة كاملة على تولي
دونالد ترمب سدة الحكم ليكون الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، ولكن ما إن مرّ سندان هذه الذكرى حتى وقع تحت طرقات الذكرى الثالثة عشرة لاجتماع ميلانيا ترمب ودونالد تحت سقف واحد.

لكن ما الذي يتسبب في تعكير صفو هاتين المناسبتين بين الزوجين؟ حتى ليبدو أن بعض قش عشهما بدأ يتطاير في العلن! أهي أسباب واضحة، أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟

هذه هي بعض هوامش اللوحة التي ترسمها الكاتبة كاتي أندرسون براور -مؤلفة كتاب "السيدات الأُوَل"- في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية بمناسبة مرور عام على كون ميلانيا السيدة الأولى وحلول الذكرى 13 لزواجها من دونالد ترمب لتصبح شريكة دربه.

لكن لماذا لا تحتفل ميلانيا بهذه المناسبات كما ينبغي للسيدة الأولى؟ ولماذا تترك دونالد يطير وحيدا إلى مؤتمر منتدى دافوس الاقتصادي العالمي الذي انطلقت أعماله في سويسرا قبل أيام ويختتم اليوم، بينما حضر معظم المشاركين من قادة العالم مع شريكات دروبهم.   

ميلانيا غردت بهذه الصورة بمناسبة الذكرى الأولى لتولي ترمب سدة الحكم (رويترز)
ميلانيا غردت بهذه الصورة بمناسبة الذكرى الأولى لتولي ترمب سدة الحكم (رويترز)

غراميات دونالد
ما الذي يعكر صفو أجواء ميلانيا ودونالد يا ترى في هذه المناسبات التي لا تمر سوى مرة في العام؟

ولكن، لماذا الذهاب بعيدا واقتفاء أثر المجهول، بينما تقول الحكاية إن ثمة علاقة لدونالد بممثلة أفلام إباحية، أبت بعض وسائل الإعلام إلا البوح بها، مما أغضب ميلانيا كثيرا، حتى صار كل منهما "يغرّد" على ليلاه.

بل إن رواية أخرى تكشف أن ميلانيا احتفلت بمناسبة مرور عام على رئاسة ترمب من خلال تغريدها بصورتها وهي ممسكة بذراع أحد أفراد البحرية دون أن يظهر فيها دونالد، وذلك أثناء مراسم تنصيب شريك دربها دونالد رئيسا للبلاد، لكن ميلانيا لم تشر إلى اسم دونالد في تغريدتها.

وبينما قضى ترمب وقته في يوم الاحتفال بمرور هذا العام وهو يلقي باللائمة على الديمقراطيين محملا إياهم مسؤولية توقف عمل الحكومة، ادعى أن النساء اللواتي خرجن في احتجاجات على رئاسته إنما كن يحتفلن بمرور عام عليها بشكل أو بآخر.

ميلانيا ألغت خططها وتركت دونالد يطير وحيدا إلى منتدى دافوس في سويسرا (رويترز)
ميلانيا ألغت خططها وتركت دونالد يطير وحيدا إلى منتدى دافوس في سويسرا (رويترز)

وحيدا إلى دافوس
وعودة إلى ميلانيا، تقول الكاتبة إن السيدة الأولى ألغت خططها لمرافقة دونالد إلى دافوس بسويسرا لأسباب شخصية، مضيفة أنه باستثناء العلاقة المعتلة بين هيلاري وبيل كلينتون، فإن العالم لم يشهد حتى الآن علاقة أكثر تعقيدا من تلك التي بين ميلانيا ودونالد في العصر الحديث.

وأما الأغرب في تعقيد نسيج العلاقة بينهما، فتصريح دونالد لإحدى وسائل الإعلام بأنه يمهل ميلانيا -أو زوجته الثالثة- مدة أسبوع فقط حتى تتخلص من الوزن الزائد، وذلك في أعقاب قدوم مولودهما "بارون".

كما وُضعت ميلانيا في موقف المدافع عن دونالد إزاء علاقاته النسائية وتحرشاته المتعددة بالجنس الناعم في أكثر من مناسبة، وذلك عندما دق جرس الانتخابات الرئاسية لعام 2016، وكم بقيت تلوذ بالصمت منذئذ.

ومضت الكاتبة بالقول إنه يُتوقع من السيدات الأُوَل أن يتقبلن خيانات أو مكر أزواجهن وقسوتهم، وأن يبقين صامدات مهما بلغت الظروف مداها، بيد أن الوضع صار مختلفا عند ميلانيا ودونالد، فهما يبدوان شاذين عن هذه التوقعات.

سيدات أُوَل
فكم وقفت السيدة الأولى السابقة "ليدي بيرد" مواقف شجاعة مع شريك دربها الرئيس الأميركي الأسبق ليندون جونسون، فهي التي هتفت له عندما كان مرشحا للرئاسة، وهي التي أعربت له عن وقوفها إلى جانبه في رسالة متلألئة، وذلك بقولها: أي حبيبي، اعلم أنك الرجل الشجاع، كما هو حال هاري ترومان أو روزفلت أو لينكولن، إذ يمكنك العثور على بعض السلام وبعض الإنجاز وسط كل الألم.

وقفت معه رغم أنه كان لئيما معها من خلال توبيخها في العلن، عندما كان يقارنها بالأخريات اللواتي كان يقول إنه وجدهن أكثر جمالا.

ولكن يبدو أنه من الصعب أن يتصور المرء أن ميلانيا تبادر بكتابة شيء لزوجها دونالد من هذا القبيل، فهي تلوذ بهذه الثورة الهادئة التي بدأتها بقرارها عدم الانتقال إلى البيت الأبيض حتى مرت خمسة أشهر على توليه مقاليد الحكم.

ميلانيا سحبت يدها
والأدهى أن ميلانيا كانت استجمعت قواها كي تسحب يدها من يد زوجها دونالد على مدرج المطار في إسرائيل العام الماضي.

وربما ما إن يحين الوقت الذي تغادر فيه ميلانيا ودونالد البيت الأبيض، حتى تكون قد فعلت الكثير لتغيير مفاهيم الأميركيين إزاء هذا الموقف الذي لا وصف له سوى أنه يخالف كل التوقعات إزاء معظم من سبقها من سيدات هذا البيت.

لكن هل كان مفيدا لدونالد لو أن زوجته وقفت بجانبه في منتدى دافوس وكشفت عن جبهة موحدة وإياه، وذلك كما هو متوقع من السيدات الأُوَل؟ نعم بكل تأكيد سيكون مفيدا، تجيب الكاتبة. ولكن هل يعني هذا الأمر شيئا لميلانيا؟ على الأغلب: لا، وهكذا ينسدل الستار.

المصدر : الجزيرة + نيويورك تايمز