نظام عالمي جديد في عصر ترمب

(L to R) Afghan Foreign Minister Salahuddin Rabbani, Chinese Foreign Minister Wang Yi and Pakistani Foreign Minister Khawaja Asif attend a joint news conference after the 1st China-Afghanistan-Pakistan Foreign Ministers' Dialogue in Beijing, China, December 26, 2017. REUTERS/Jason Lee
(من اليمين لليسار) وزراء خارجية أفغانستان والصين وباكستان في مؤتمر صحفي مشترك ببكين الشهر الماضي (رويترز)

ذكر مقال بصحيفة تلغراف البريطانية أن نظاما عالميا جديدا يظهر مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب وأن بريطانيا الخارجة من الاتحاد الأوروبي يمكنها الاستفادة منه، مشيرا إلى أن هذا النظام تستبدل فيه القناعات القديمة بفرص جديدة. 

وقال الكاتب كون كوغلين إن المناخ العالمي الحالي يشهد إعادة ترتيب عميقة ومعقدة للمصالح القومية. ففي أوروبا أصبح الاهتمام الأول منصبا على الكيفية التي تكون بها القارة بعد اكتمال خروج بريطانيا. لكن وبعيدا عن أوروبا، فإن عدم اليقين الذي تسببت فيه إدارة ترمب حول النظام العالمي الراهن، وكذلك ظهور قوى دولية كبيرة جديدة مثل الصين، قد اقتضت إعادة ترتيب أساسية للتحالفات الدولية.

وأشار كوغلين إلى زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الهند حاليا، قائلا إنها تكللت بالتوصل إلى اتفاقيات للتعاون الوثيق في قضايا مثل الزراعة والعلوم والدفاع، معلقا بأن البلدين ارتبطا بعلاقات صداقة بعض السنوات، لكن العلاقات الجديدة التي تتجه إلى التعمق يجب النظر إليها في سياق التهديد المتنامي من قبل "التطرف الإسلامي" الذي يضر بمصالح البلدين.

الهند وباكستان والصين
وأوضح أن تطور الهند إلى قوة عسكرية كبيرة -أطلقت 31 قمرا صناعيا صغيرا إلى المدار هذا الأسبوع لتحسين الرقابة على حدودها- كان له تأثير عميق على باكستان التي ردت على ذلك بالسعي لبناء علاقات اقتصادية أقوى بالصين، الأمر الذي سيكون له تأثيره السلبي الأكيد على علاقات إسلام آباد التاريخية بالولايات المتحدة.

ومضى يقول إن سعي باكستان والصين لإقامة تحالف بينهما يمكن تفسيره على أحد المستويات بعدم ارتياح باكستان لقرار ترمب الأخير بوقف المساعدات الأميركية لها بمبرر بأنها لا تعمل بما يكفي لمكافحة "التطرف الإسلامي"، وعلى مستوى آخر فهو يؤكد التوجه الانتهازي الذي يميز السياسة الخارجية الصينية التي دفعت ببكين إلى توسيع نفوذها إلى مناطق غير معروفة حتى اليوم لأجيال من الدبلوماسيين الصينيين مثل أفريقيا.

التدخل الروسي بسوريا
وروسيا هي الأخرى تحركت بسرعة للاستفادة من إعادة الترتيب العالمية الجديدة بتدخلها العسكري في سوريا كمثال على رغبة الكرملين لتوسيع نفوذه. فالشرق الأوسط ولعقود كان غير جاذب لموسكو، وفقا لما يقول الكاتب، لكن الفراغ الذي تسبب فيه فشل الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بتوفير قيادة فعالة قد مكن روسيا من بناء شبكة تحالفات جديدة مع مصر وليبيا.

ويرى الكاتب أن ما ذكره من أمثلة هي مجرد عينات قليلة من المشهد الجيوسياسي المتغير. وأشار إلى أن بلاده -بريطانيا- تتجاهل هذا التغير ولا تتحرك بما يكفي لبناء علاقاتها ومساحات نفوذها، خاصة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.

وقال إن على السياسيين، وبالإضافة إلى فهمهم ضرورة بناء علاقات مفيدة لبلدانهم، أن يدركوا أيضا أن عصر ترمب لا يعيد تعريف الطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة مع بقية دول العالم فحسب، بل إنه يبشر بنظام عالمي جديد حيث تستبدل القناعات القديمة بفرص جديدة.

المصدر : تلغراف