العلم يثبت أن المرأة أقوى من الرجل

PARIS, FRANCE - AUGUST 15: England strength and conditioning coach Stuart Pickering (L) looks on as Tamara Taylor (R) warms up in the gym ahead of an England Training Session during the IRB Women's Rugby World Cup 2014 at Stade Montelievres on August 15, 2014 in Paris, France. (Photo by Jordan Mansfield/Getty Images)
المرأة تتفوق على الرجل في التحمل بسبب جهازها المناعي المعزز ( غيتي إيميدجز)

تندرت مرة إليانور روزفلت، زوجة الرئيس الأميركي الأسبق تيودور روزفلت، قائلة إن المرأة مثل كيس الشاي لا يمكنك معرفة مدى تحملها حتى تضعها في موقف صعب، مثلما لا تعرف كيس الشاي إلا بعد وضعه في الماء الساخن.

ويبدو أن كلام السيدة الأولى السابقة وافق دراسة جديدة في هذا الشأن تشير إلى أن المرأة، بعيدا عن كونها الجنس الأضعف، هي أكثر ترجيحا في الصمود أمام الأزمات المهددة للحياة.

فقد تقصى الباحثون بجامعة جنوب الدانمارك بيانات تاريخية تبحث في معدلات الوفيات للرجال والنساء الذين عانوا من المجاعات والأوبئة أو الذين كانوا يباعون في أسواق الرق.

ووجد الباحثون أن النساء، في كل حالة تقريبا، صمدن في محنهن فترة أطول بكثير، وفي الغالب تفوقن على الرجال على مر السنين، حتى عند التساوي في ظروف مؤلمة.

ومثال ذلك ما حدث قبل "مجاعة البطاطا الإيرلندية"، التي دمرت البلاد من عام 1845 إلى عام 1849، حيث كان متوسط عمر الرجال والنساء وقتها 38 سنة. ولكن مع تفاقم الأزمة انخفض متوسط العمر المتوقع للرجال إلى 18.17، بينما انخفض للنساء إلى 22.4 فقط. وقد لوحظ هذا النمط أثناء المجاعة السويدية في عام 1772-1773 وإخفاقات الحصاد في أوكرانيا عام 1933.

كذلك عمرت النساء فترة أطول أثناء تفشي مرض الحصبة الآيسلندية مرتين في القرن التاسع عشر، حيث كان عمرهن أطول من الرجال بسنتين.

عمرت النساء فترة أطول أثناء تفشي مرض الحصبة الآيسلندية مرتين في القرن التاسع عشر، حيث كان عمرهن أطول من الرجال بسنتين

والاستثناء الوحيد لهذا الأمر كان في تجارة ترينيدايان للرقيق، حيث عاش الرجال أطول من النساء، ومع ذلك يرى الباحثون أن تجارة الرقيق لها حافز أكبر للحفاظ على حياة الذكور، لأن قيمتهم المالية كانت أعلى. وتشير نتائج الباحثين إلى أن المرأة أشد صلابة بيولوجيا في الأساس من الرجل، وأن هذا قد يكون بسبب الاختلافات في هرمونات الجنس.

الجهاز المناعي
فهرمون الإستروجين معروف بأنه مضاد للالتهاب الذي يحمي أيضا نظام الأوعية الدموية، في حين أن التستوستيرون هو عامل خطر لكثير من الأمراض القاتلة. وهرمون الذكورة أيضا قد يضر بالجهاز المناعي.

ويعتقد علماء التطور أن المرأة لديها جهاز مناعي معزز، لأنها تحتاج إلى البقاء على قيد الحياة لمدة تسعة أشهر على الأقل قبل أن تضع حملها، بينما إسهام الرجل في التكاثر انتقالي. ولأن الرجل لديه كرومسوم إكس واحد فقط وليس اثنين مثل المرأة، فليس للرجل دعم احتياطي مثل الذي للمرأة.

ويعتقد أستاذ علم النفس التطوري بجامعة أكسفورد روبن دنبار أن الجواب على ذلك ربما يكمن في حقيقة أن الرجل أكثر هشاشة من المرأة، حيث إنه يستسلم أسرع منها عندما تتعسر الأمور. وضرب مثلا حادثة شهيرة في التراث الشعبي الأميركي عندما ضل قطار من الأميركيين الأوائل في جبال روكيز في فصل الشتاء وهو في طريقه إلى كاليفورنيا، حيث مات الشباب كالذباب والنساء العجائز تمسكن بالحياة حتى إنقاذهن في الربيع التالي.

ويقول الباحثون بإمكان أن يكون الاختلاف الثقافي والاجتماعي بين الرجل والمرأة أيضا وراء هذا التفاوت، حيث إن ارتفاع نسبة سلوكيات المخاطرة بين الرجال يسهم بشكل كبير في الفجوة بين الجنسين في متوسط العمر المتوقع.

وعللوا ذلك بأن الرجال يستهلكون التبغ والكحوليات والمؤثرات العقلية بكثرة ولا يقودون السيارات بحذر كبير ويأكلون بنهم أكثر من النساء، وهذا يؤدي إلى ارتفاع مخاطر أمراض القلب وسرطان الرئة وتليف الكبد والحوادث المميتة.

وأضاف ماكس هيلي، أستاذ علم وظائف الأعضاء في جامعة بريستول، أن ميزة الأنثى تنبع من جذور بيولوجية أساسية، وهي أن المرأة تميل إلى أن يكون لديها دهون أكثر تحت الجلد ومعدل أيض أقل. ولذلك من المرجح أن يستمر مخزونها من الطاقة أطول في ظروف المجاعة.

المصدر : تلغراف