مظاهرات إيران ضد الاقتصاد والفساد والنظام

People gather to protest over the high cost of living in Tehran, Iran. Photograph: Anadolu Agency/Getty Images
إيرانيون يتجمعون للاحتجاج في طهران اليوم (غيتي)

اهتمت الصحف البريطانية والأميركية بالاحتجاجات الإيرانية وكتبت جميعها عن اتساع نطاقها وتعدد دوافعها التي قالت إنها تراوحت بين الاحتجاج ضد الأوضاع الاقتصادية والفساد وبين الطابع السياسي الذي يستهدف وجود النظام نفسه.

وتباينت آراء هذه الصحف عن بداية هذه الاحتجاجات إذ قال بعضها إن خلافات داخلية بين النخبة الحاكمة هي التي أشعلتها، وقال البعض الآخر إن المحتجين تحركوا دون قيادة يدفعهم تردي الوضع الاقتصادي، ومع اتساعها أخذت بعدا سياسيا ضد المرشد الأعلى علي خامنئي ومؤسسة الجمهورية الإسلامية.

ووصفت صحيفة التايمز البريطانية الاحتجاجات بأنها أزمة عميقة تواجه القيادة الإيرانية، وقالت إن المحتجين تحدوا قمع النظام واستمروا في مظاهراتهم لليوم الرابع حتى أمس في أربعين مدينة وبلدة وشهد بعضها حرق صور المرشد الأعلى، الأمر الذي مس قلب نظام الحكم.

بعد سياسي
وقالت إن بعض الهتافات طالبت بإنهاء نظام الجمهورية الإسلامية واتهمت نخبة علماء الدين بالفساد، مشيرة إلى عمق الغضب واتساعه وسط الشعب الإيراني. ومع ذلك قالت الصحيفة إن هذه الاحتجاجات لم تبلغ بعد مرحلة الوصف بأنها ثورة، لكنها في تصاعد متزايد.

وأشارت أيضا إلى أن إيران واحدة من أسوأ بلدان العالم فيما يتعلق بالمساواة بين مواطنيها وإلى أن الفجوة بين النخبة الدينية والمواطنين العاديين واسعة للغاية وأن البطالة أسوأ مما كانت في عهد الشاه.

أما صحيفة الغارديان فذكرت أنه من الصعوبة التنبؤ بما سيحدث في إيران خلال الساعات والأيام المقبلة، قائلة إن بعض المراقبين يشيرون إلى أن الانقسامات الداخلية بين مؤسسة الرئاسة وقوات الحرس الثوري و"المعتدلين" والمتطرفين وتباين المصالح والمذاهب الفكرية هو الذي أشعل الاحتجاجات.

انقسامات داخلية
وقالت إن الاحتجاجات بدأت في مدينة مشهد معقل مؤيدي مرشح الرئاسة "المتشدد" إبراهيم رئيسي الذي هزمه روحاني في الانتخابات الرئاسية الأخيرة لتشير إلى إمكانية تنظيم رئيسي لبداية الاحتجاجات التي خرجت لاحقا عن السيطرة لتأخذ أبعادا سياسية أكبر تمس جوهر النظام السياسي.

وأشارت الصحف الغربية عموما إلى افتقار الاحتجاجات الحالية إلى التنظيم والقيادة مقارنة باحتجاجات 2009، قائلة إن من إيجابيات ذلك أن النظام لا يستطيع وقفها بسهولة باعتقال قيادة غير موجودة، كما أشارت إلى اتسامها بحدة غير مسبوقة في شعاراتها منذ الثورة ضد نظام الشاه في 1979.

كذلك قالت هذه الصحف إن غالبية المحتجين حاليا من الطبقات العمالية والفقيرة، مقارنة بغالبية المحتجين في احتجاجات 2009 الذين كانوا من الطبقة الوسطى.

قيود مشددة
وقالت وول ستريت جورنال الأميركية إن حجم الاحتجاجات غير معروف نظرا للقيود المشددة التي يفرضها النظام على وسائل الإعلام المحلية والأجنبية وإغلاق تطبيقات التواصل الاجتماعي.

ونقلت هذه الصحيفة عن كبير الباحثين بمؤسسة راند كورب علي رضا نادر قوله إن المحتجين لا يطالبون بإصلاحات ولا يؤيدون الرئيس الأسبق محمد خاتمي ولا الحالي "روحاني"، بل إنهم غاضبون على كامل مؤسسة النظام.

المصدر : الصحافة الأميركية + الصحافة البريطانية