ميانمار تستأنف سياسة الأرض المحروقة ضد مسلمي الروهينغا

A group of Rohingya refugees cross a canal after travelling over the Bangladesh-Myanmar border in Teknaf, Bangladesh, September 1, 2017. REUTERS/Mohammad Ponir Hossain
مسلمو الروهينغا في ميانمار يفرون من الموت إلى مستقبل مجهول (رويترز)

انتقدت افتتاحية نيويورك تايمز المذابح التي ترتكب ضد المسلمين الروهينغا في ميانمار، مشيرة إلى تحذير الأمم المتحدة بأن الجيش يبدو قد استأنف سياسة الأرض المحروقة ضدهم إلى درجة "الوحشية المدمرة" وأن ما يحدث يرقى إلى "جرائم ضد الإنسانية".

وأشارت الصحيفة إلى عدم اعتراف ميانمار بالحقوق الأساسية للروهينغا، بما في ذلك حق المواطنة في البلد الذي ولدوا فيه، وإخضاعهم للاضطهاد الفظيع الذي أدى إلى فرار مئات الآلاف أو المعاناة داخل المخيمات.

وأضافت: حتى أن "مجموعة الأزمات الدولية" حذرت في ديسمبر/كانون الأول من أن الأسباب الجذرية لتمرد الروهينغا هي الاضطهاد الشديد وقسوة الجيش. وأكدت المجموعة أن الحل هو العمل على إنهاء التمييز ضدهم والاعتدال في استجابة الجيش، لكن العكس تماما هو ما يحدث الآن.

وقالت أيضا إن الاضطهاد المستمر للروهينغا يمثل فشلا أخلاقيا كبيرا من جانب حكومة ميانمار المنتخبة ديمقراطيا التي تقودها مستشارة الدولة والمعارضِة السابقة أونغ سان سو كي الحائزة على جائزة نوبل للسلام لدفاعها الطويل عن حقوق الإنسان. وأضافت أن الجيش لا يزال يحتفظ بسلطة كبيرة وأن على سو كي أن تتحرك بحذر.

لكنها أردفت بأن هذا ليس ذريعة لاتهامها المضحك الأسبوع الماضي بأن مجموعات المساعدات الدولية تدعم التمرد، وهي تهمة تضع عمال الإغاثة والأشخاص الذين يعتمدون عليهم في خطر.

وفقا لاتفاقية منع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها فإن ما يرتكب ضد أي جماعة وطنية أو إثنية أو عرقية أو دينية بقصد تدميرها كليا أو جزئيا يرقى إلى الإبادة الجماعية

وأشارت الصحيفة إلى مناشدة الأمم المتحدة لـ بنغلاديش بعدم رد الفارين إليها وإمكانية أن تساعد الهند بالتخلي عن خطة ترحيل الذين لاذوا بها ونداء بابا الفاتيكان بمنحهم كامل حقوقهم. وختمت بأن الأولى بهذه المناشدات هي أونغ سان سو كي.

جرائم ضد الإنسانية
وفي السياق، انتقدت صحيفة غارديان سو كي بأنها بعد أن كانت مصدر إلهام للمستضعفين آثرت الصمت الآن على محنة الروهينغا في ميانمار، واعتبرتها متواطئة في جرائم ضد الإنسانية.

وأشار كاتب المقال جورج مونبيوت إلى أن البعض يتوقعون الكثير من القادة السياسيين وأن القيام بخلاف ذلك يدعو إلى اليأس، في إشارة إلى زعيمة المعارضة السابقة سو كي. وانتقد إنكارها لهوية الشعب الذي يتعرض للهجوم عندما طلبت من السفير الأميركي في بلادها عدم استخدام مصطلح الروهينغا.

‪لاجئون من الروهينغا على حدود بنغلاديش‬ لاجئون من الروهينغا على حدود بنغلاديش (رويترز)
‪لاجئون من الروهينغا على حدود بنغلاديش‬ لاجئون من الروهينغا على حدود بنغلاديش (رويترز)

ويرى الكاتب أنه وفقا لاتفاقية منع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها فإن ما "يرتكب ضد أي جماعة وطنية أو إثنية أو عرقية أو دينية بقصد تدميرها، كليا أو جزئيا" يرقى إلى الإبادة الجماعية.

وقال إن هذا هو الهدف الواضح والغالب من التدمير المستمر لهذه المجموعة الذي يمارسه جيش ميانمار منذ أن أصبحت سو كي زعيمة سياسية بحكم الأمر الواقع.

وأفاض مونبيوت في انتقاد مواقف سو كي منذ توليها منصب مستشار الدولة، وانتهى إلى أنها يجب أن تُحرم من جائزة نوبل للسلام لأنها لا تستحقها وأن على لجنة نوبل أن تتحمل مسؤوليتها عند توزيع الجوائز وسحبها إذا انتهك الحائزون عليها بعد ذلك المبادئ التي تم الاعتراف بها.

وحث الكاتب في ختام مقاله على توقيع عريضة سحب الجائزة من سو كي لأن الوضع الحالي غير عادي حيث إن أحد الحائزين على جائزة نوبل للسلام متواطئ في جرائم ضد الإنسانية.

المصدر : الصحافة الأميركية + الصحافة البريطانية