نيوزويك: هل أميركا مستعدة للدفاع عن كردستان المستقلة؟

Kurds celebrate to show their support for the independence referendum in Duhok, Iraq, September 26, 2017. REUTERS/Ari Jalal
الأكراد في مدينة دهوك يحتفلون بنتيجة الاستفتاء على الانفصال في كردستان العراق (رويترز)
تناولت مجلة نيوزويك الأميركية تداعيات الاستفتاء على الانفصال الذي شهده إقليم كردستان العراق قبل أيام، وتحدثت عن خطورة هذه الخطوة، وتساءلت إذا ما كانت الولايات المتحدة مستعدة للدفاع عن كردستان المستقلة.

فقد نشرت المجلة مقالا للكاتب مايكل روبين -وهو مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأميركية ومعني بتوجيه كبار الضباط في ما يتعلق بشؤون الشرق الأوسط السياسية والعسكرية- قال فيه إنه أثار خلال الأيام الماضية العديد من المخاوف المحتملة إزاء الاستفتاء في كردستان العراق، وأنه أشار إلى ردود الفعل المحتملة سواء في الداخل العراقي نفسه أو المتعلقة بدول الجوار في المنطقة.

واستدرك بأن النقاد تباينت آراؤهم في هذا السياق، وأن بعضهم قال إن العالم سوف يتكيف مع الوضع الراهن الجديد كيفما يكون، وأضاف أن هؤلاء النقاد قد يكونون على حق في ما يتعلق بالموقف التركي من الاستفتاء وردة فعل تركيا إزاءه.

وأضاف أن الأمر لا يقتصر على أن تركيا تخسر أكثر مما تكسب من خلال مقاطعتها كردستان العراق، ولكن زمجرة وتهديد ووعيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نادرا ما تتطابق مع تصرفاته في نهاية المطاف.

‪ابتهاج الأكراد في مدينة أربيل بنتيجة الاستفتاء‬ (غيتي)
‪ابتهاج الأكراد في مدينة أربيل بنتيجة الاستفتاء‬ (غيتي)

طي الصفحة
وأوضح الكاتب أنه سبق لأردوغان أن صرح بإصرار بأنه لن يعيد علاقاته مع إسرائيل مطلقا، وذلك في أعقاب حادثة الهجوم الإسرائيلي على السفينة التركية "مافي مرمرة"، وذلك حتى ترفع إسرائيل حصارها عن غزة، لكنه تراجع في نهاية المطاف وطوى الصفحة.

وقال الكاتب إنه ليس كل قضية انفصالية شرعية قد تلقى النجاح، وتحدث عن ملابسات وتطورات قضايا مثل انفصال بيافرا عن نيجيريا أو انفصال بنغلاديش عن باكستان. وأشار إلى الدماء والخسائر البشرية التي رافقت استقلالها، وقال إن عدد القتلى في القضية الأخيرة يزيد عما تشهده سوريا.

وتساءل الكاتب: هل لدى كردستان عمق إستراتيجي أو دعم من دول الجوار كما كان الحال مع بنغلاديش؟

وقال إنه لهذا السبب فإن الدعم الذي يصرح به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتبر غير مسؤول، وذلك لأن ما يفعله نتنياهو لا يغدو أكثر من كونه تصريحات كلامية لا ترقى إلى درجة الفعل، خاصة إذا ما تعرضت منطقة كردستان العراق لأي هجوم من دول الجوار.

‪الاحتفال في مدينة دهوك ابتهاجا بنتيجة الاستفتاء‬ (رويترز)
‪الاحتفال في مدينة دهوك ابتهاجا بنتيجة الاستفتاء‬ (رويترز)

قوات البشمركة
وأضاف الكاتب أنه على الرغم من شراسة قوات البشمركة في القتال فإنها تعتبر غير مستعدة لخوض معارك أكثر خطورة، حيث إن كردستان العراق لا تمتلك سلاحا جويا، ثم إن البشمركة هي أقرب إلى حال مليشيات الحشد الشعبي منها إلى كونها جيش حديثا مدربا.

وقال إن البشمركة قاتلت ضد نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ولكن ذلك كان على شكل حرب عصابات. وأضاف أن القادة الأكراد يشيرون إلى إسهامهم في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، ولكن الجيش العراقي والمليشيات الشيعية ساهمت في الحرب بنفس المقدار وربما أكثر، وأحيانا دون غطاء جوي من طيران التحالف الدولي.

وقال الكاتب "إنني آمل في أن يحقق الأكراد حلمهم، ولكنني أقول للسياسيين والمؤيدين لحق الأكراد في إقامة دولتهم إنه من غير المنطق ألا نسأل عن مدى إمكانية فوز الأكراد في تحقيق هذه المهمة، وهل ستنشر الولايات المتحدة قواتها لمساعدة الأكراد ودعمهم؟".

وقال "دعونا لا نكرر كارثة 1974 وذلك عندما شجعت الولايات المتحدة الأكراد على التمرد لكنها سرعان ما تخلت عنهم"، واختتم بالقول "إن الأكراد يستحقون أن نتعامل معهم بشفافية".

المصدر : الجزيرة + نيوزويك