فورين بوليسي: كركوك الأكثر حساسية في العراق

استفتاء إقليم كردستان.. نتيجة متوقعة ورفض دولي
استفتاء إقليم كردستان.. نتيجة متوقعة ورفض دولي (الجزيرة)

في تحليله لاستفتاء استقلال كردستان العراق والاحتفالات التي أعقبته، قال كامبل ماكديارميد (صحفي مستقل يعمل في أربيل) إن سكان كركوك لم يشاركوا جميعا في الاحتفال بالاستفتاء الذي تم وسط اعتراضات من سكان المدينة التركمان والعرب والمسيحيين، حتى أن مؤيدي الاستقلال اعترفوا بأن المدينة كانت متوترة.

وأشار إلى ما قاله واحد من آخر الأشخاص الذين صوتوا في الاستفتاء إن "أكثر المناطق حساسية في أي حوار مستقبلي بين الأكراد وبغداد ستكون كركوك، لأنها تجسد مشاكل العراق".

اهتمام الأكراد بمحافظة كركوك ربما كانت له علاقة كبيرة بحقول النفط التي تعوم عليها المدينة، وليس زعمهم بأنها كردية تاريخيا، وهذا من شأنه أن يلعب دورا أساسيا في الحفاظ على اقتصاد دولة كردية مستقلة

وقال الكاتب إن مناورة حكومة إقليم كردستان لإجراء استفتاء على استقلاله ضد إرادة الحكومة الاتحادية وجيرانها تركيا وإيران ومعظم المجتمع الدولي محفوفة بالمخاطر، حيث يراهن القادة الأكراد على أنهم إذا تمكنوا من الحفاظ على الهدوء في الأيام المقبلة فسيكونون في وضع أفضل للتفاوض مع بغداد.

ولكن مع تنازع المليشيات الشيعية والبشمركة الكردية في المدن النائية في الأراضي المتنازع عليها، وتهديد بغداد والجيران بتدابير عقابية ضد الأكراد؛ فإن خطر نشوب نزاع طائفي كبير قد بلغ أعلى مستوى له.

ويرى الكاتب أن اهتمام الأكراد بمحافظة كركوك ربما كانت له علاقة كبيرة بحقول النفط التي تعوم عليها المدينة، وليس زعمهم بأنها كردية تاريخيا، وهذا من شأنه أن يلعب دورا أساسيا في الحفاظ على اقتصاد دولة كردية مستقلة.

وأشار إلى تحذير الزعماء التركمان والعرب في كركوك من عنف طائفي وشيك بسبب الاستفتاء، معللين ذلك بأنه كان دون إجماع، ولذلك قرروا مقاطعته، وهذا ما بدى في حالة الهدوء التي كانت في مراكز الاقتراع في الأحياء العربية والتركمانية، مقارنة بارتفاع معدلات الإقبال في المناطق الكردية.

وختم الكاتب مقاله بأنه إذا كان إجراء الاستفتاء في كركوك لعبة سلطة كردية، فإن حكومة إقليم كردستان ربما تكون قد بالغت بما في يدها، وإذا أثار الاستفتاء توترات إلى درجة انهيار الحوار، فإن الأكراد المحاصرين سيواجهون خطر العزلة من قبل بغداد وجيرانها، وهو السيناريو الذي حدث من قبل خلال التسعينيات.

المصدر : فورين بوليسي