دعوات بالصحافة الغربية لدعم "استقلال" كردستان العراق

Kurds celebrate to show their support for the upcoming September 25th independence referendum in Erbil, Iraq September 16, 2017. REUTERS/Azad Lashkari
الأكراد يظهرون تأييدهم للاستفتاء بأربيل قبل أسبوع من إجرائه (رويترز)
نشرت صحف غربية تقارير ومقالات عن الاستفتاء بشأن انفصال كردستان العراق. ودعا مقالان بصحيفة تلغراف البريطانية لندن والغرب عموما إلى مساندة "استقلال أكراد العراق" كما ألقت مجلة ذي أتلانتيك الأميركية الضوء على ما أسمته المصير المشؤوم لأقليات المنطقة المتنازعة بين بغداد وأربيل.

وقالت نورمان بلايسي بمقال في تلغراف إن المطالبة بـ "استقلال" كردستان العراق الآن سيبدد كل القدرات التي تتمتع بها هذه المنطقة حاليا وسيوقع ضررا كبيرا بالقضية الكردية، مشيرة إلى أن الاستفتاء الذي جرى أمس لا يدعمه إطار قانوني من أجل الاستقلال، كما أنه يواجه معارضة واسعة من جميع الجيران والداعمين الدوليين الرئيسيين لحكومة أربيل. ومع ذلك، قالت الكاتبة إن على بريطانيا أن تدعم استقلال الأكراد.

مخاطر العزلة
ولذلك، تقول بلايسي إن رئيس حكومة كردستان العراق مسعود البارزاني يخاطر بعزل حكومته في وقت لا يزال فيه اقتصاد الإقليم في حالة نهوض، كما أن الوضع الأمني لا يزال مزعزعا.

وذكرت أن حركة العمران بالإقليم وتصدير النفط عبر تركيا كلاهما سيتوقف، وأشارت إلى أن المناطق التي لا تتبع كردستان العراق رسميا واستولت عليها حكومة الإقليم بالقوة خلال الحرب ضد تنظيم الدولة مثل كركوك وسنجار -حيث يعيش الآلاف من أفراد الأقليات التركمانية والآشورية المسيحية والإيزيدية- ستتعرض لأعمال عنف عرقية.

وأضافت أن هناك إحساسا متزايدا وسط الأكراد الشباب بأن هذا الاستفتاء لا يهدف لتحقيق المصلحة العامة للإقليم، بل لا يعدو كونه محاولة من البارزاني وحزبه لتعزيز قبضتهما على حكومة الإقليم.

"منارة الحرية والديمقراطية"
وفي مقال آخر بالصحيفة، دعت الكاتبة جولي لينارز بحماسة قوية بريطانيا والغرب إلى عدم التخلي عن الأكراد، واصفة إياهم بمنارة الحرية والديمقراطية في الشرق الأوسط.

وأضافت بأن هذا الاستفتاء يمثل تطورا يجب على الغرب أن يرحب به بابتهاج كبير نظرا إلى أنه "انتصار للديمقراطية والتعايش السلمي وهزيمة للإرهاب والتطرف الديني".

وأعربت لينارز عن استنكارها لتصريحات المسؤولين الغربيين التي تصف "التطلعات المشروعة" لحكومة كردستان العراق بأنها تزعزع الوضع الراهن، قائلة إن أكراد العراق حاربوا "الإرهاب" من أجل الغرب، وعلى الغرب أن يكافئهم بالوقوف معهم من أجل "استقلالهم".

ونفت أن يتسبب ميلاد دولة كردية في مزيد من الفوضى بالشرق الأوسط، مشيرة إلى أن هذا سيكون ميلاد ديمقراطية أكثر نضوجا بالمنطقة منذ إنشاء دولة إسرائيل.

واختتمت الكاتبة مقالها بأنه إذا كان للغرب أي نزاهة أخلاقية وأي إحساس بضرورة الحفاظ على الذات، فعليه أن يرمي بثقله لصالح استقلال الأكراد.

مصير مشؤوم
أما مجلة ذي أتلانتيك فنشرت تقريرا عن مصير الأقليات العرقية المتنازعة مناطقها بين بغداد وأربيل بعنوان "المستقبل المشؤوم لأقليات كردستان". وقالت إن أقليات الإيزيديين والتركمان والمسيحيين والشبك بسهل نينوى تعرضت للقمع من قبل تنظيم الدولة، وتُواجه اليوم بالاختيار بين الانتماء لأي من حكومتي بغداد وأربيل.

وأوضحت أن التنافس بين بغداد وكردستان حول انتماء هذه الأقليات كان هو السبب الرئيسي في الصراع الذي امتد عقودا.

وأضافت الصحيفة الأميركية أن تصويت هذه الأقليات في الاستفتاء أو عدمه متساويان لأنها تتعرض للاضطهاد والتهميش، وأن مصيرها لا يجد اهتماما من المجتمع الدولي.

المصدر : الصحافة الأميركية + الصحافة البريطانية