هل تمنع الصين حربا نووية بشبه الجزيرة الكورية؟

فقد نشرت المجلة مقالا للكاتب أميتاي إتزيوني قال فيه إن تعامل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع الصين بشأن الأزمة بين واشنطن وبيونغ يانغ يبقى أفضل من التعامل الأميركي المباشر مع نظام الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
وفسر الكاتب طرحه هذا بالقول إن كوريا الشمالية تشكل تهديدا جديا، ونسب إلى النائب السابق لمدير المخابرات المركزية الأميركية (سي آي أيه) مايكل موريل القول إنه يعتقد بأن لدى بيونغ يانغ القدرة على شن هجوم نووي على الولايات المتحدة بنجاح.
وأشار الكاتب إلى أن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي سبق أن كتب مقالا نشرته له صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في 17 سبتمبر/أيلول الجاري، وقال فيه إن العالم كله يواجه تهديدا خطيرا وشيكا من كوريا الشمالية لم يسبق له مثيل.
وأضاف الكاتب أن رئيس الوزراء الياباني دعا في مقاله أيضا إلى أخذ الاحتياطات اللازمة قبل فوات الأوان.

كبح جماح
وقال الكاتب إن لدى الصين الوسائل الكفيلة بكبح جماح كوريا الشمالية، وهي المتمثلة في قدرة بكين على وقف تدفق النفط والإمدادات الضرورية الأخرى إلى بيونغ يانغ.
واستدرك بأن تغيير الوضع الراهن في كوريا الشمالية يحمل مخاطر كبيرة بالنسبة إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي بدروه يخشى تدفق اللاجئين الكوريين الشماليين المعدمين جراء سوء التغذية إلى بلاده، والذي يخشى أيضا من تقدم القوات الأميركية إلى الحدود الصينية.
وقال الكاتب إن الولايات المتحدة بحاجة إلى تزويد الصين بحوافز قوية من أجل أن تتشجع وتبادر إلى قطع الإمدادات عن حليفتها بيونغ يانغ.
وتساءل عن الكيفية التي يمكن لواشنطن من خلالها إقناع بكين باتخاذ هذه الخطوة، وقال إنه ينبغي على الولايات المتحدة طمأنة الصين بأنه في حال انهيار نظام كيم في كوريا الشمالية فإن شبه الجزيرة الكورية ستصبح موحدة ومنطقة عازلة محايدة بأكملها، دون تقدم القوات الأميركية إلى الحدود الصينية.
وقال إن أميركا ليست في الأصل بحاجة إلى إرسال قواتها إلى كوريا الشمالية في حال تمت السيطرة على الأسلحة والمنشآت النووية بعد انهيار النظام.
وقال إن الصين قد تكون معنية أيضا بإزالة نظام الدفاع الصاروخي الأميركي (ثاد) الذي يجري تركيبه حاليا في كوريا الجنوبية.
وأضاف الكاتب أن العقوبات عادة لا تعمل بشكل جيد، وأنه إذا كان لها فعلها فإنه يكون بشكل بطيء ولا يتناسب مع الخطر الكوري الشمالي النووي الداهم.
وقال إن الضربات الاستباقية على كوريا الشمالية ربما يتفق عليها الجميع، لكنها ستؤدي إلى تدمير كوريا الجنوبية في المقابل، وذلك كردة فعل انتقامية من جانب نظام كيم في الشمال، وأضاف أنه لا ينبغي شن الضربات الاستباقية إلا كملاذ أخير.
وأضاف أن الخيار الأمثل يتمثل في قيام أميركا بمحاولة تحفيز الصين على التصرف بدلا من محاولة واشنطن إلحاق العار بكوريا الشمالية أو فرض عقوبات عليها.