غضب بين الحقوقيين لنفي سو تشي تطهير الروهينغا

blogs أونغ سان سو كي
مناشدات لسحب جائزة نوبل من سان سو تشي (رويترز)

تابعت العناوين الرئيسية في بعض كبريات الصحف البريطانية اليوم الأربعاء أزمة مسلمي الروهينغا المتفاقمة نتيجة الإبادة الجماعية التي يتعرضون لها على أيدي البوذيين وجيش ميانمار، وانتقدت الموقف السلبي لمستشارة الدولة مما يحدث.

فقد أشار تقرير صحيفة تايمز إلى رد الفعل الغاضب من جماعات حقوق الإنسان أمس بعد أن رفضت مستشارة الدولة أونغ سان سو شي (70 عاما) قبول أدلة التطهير العرقي لمسلمي الروهينغا، وأصرت على أنه لم يحدث أي عنف في غرب البلاد خلال الأسبوعين الماضيين، رغم شهادات الصحفيين ووكالات الإغاثة والأمم المتحدة والحكومة البنغالية بأن أكثر من 400 ألف روهينغي فروا من حملة التطهير العرقي بقيادة الجيش الميانماري.

وقال جيمس غومير من منظمة العفو الدولية إن "ادعاءات أونغ سان سو تشي مجرد كلمات جوفاء، وإذا لم يكن لدى ميانمار ما تخفيه فيجب عليها أن تسمح لمحققي الأمم المتحدة بدخول البلاد، ويجب على الحكومة أيضا أن تسمح بشكل عاجل للجهات الفاعلة في المجال الإنساني بالوصول الكامل وغير المقيد إلى جميع المناطق والأشخاص المحتاجين في المنطقة".

وفي هذا السياق انتقد مقال بصحيفة غارديان أسلوب المداهنة والتملق الذي كبل لسان سو تشي الحائزة  على جائزة نوبل، وقال إن فشلها في التصرف إزاء أزمة الروهينغا دمّر الأسطورة.

ووصف كاتب المقال ألان ديفيس -وهو باحث بمعهد الحرب والسلام- خطاب سو تشي أمام برلمان بلادها، الذي وصفت فيه ما يحدث بأنه مجرد ادعاءات لا تقوم على دليل؛ بأنه محاولة للاستدراك، ولكن من المرجح أن تلك الخطوة جاءت نتيجة موجة هائلة من النشاط الدبلوماسي والضغط من المانحين الدوليين وليس من ميل شخصي.

‪نقص غذاء حاد يهدد حياة اللاجئين المسلمين في ميانمار‬ نقص غذاء حاد يهدد حياة اللاجئين المسلمين في ميانمار (الجزيرة)
‪نقص غذاء حاد يهدد حياة اللاجئين المسلمين في ميانمار‬ نقص غذاء حاد يهدد حياة اللاجئين المسلمين في ميانمار (الجزيرة)

وأوضح ديفيس أن سلوكها هذا سلكته أيضا في يناير/كانون الثاني الماضي عندما ظلت صامتة لعدة أيام بعد اغتيال كو ني أكبر محامية ومستشارة دستورية في حزبها، التي تصادف أنها كانت مسلمة.

وأردف أنه رغم الصعوبة البالغة لوضعها كقائدة علمانية في دولة لا تزال يهيمن عليها جيشها، فإن كل القادة في الدول الانتقالية يواجهون التوازن بين العديد من المصالح والفصائل وهم يرسمون أفضل طريقة للمضي قدما.

وجيش ميانمار -التاتماداو- يحتفظ بنفوذ وقوة هائلين في جميع أنحاء البلد، ولكن سان سو تشي لديها نفس الأمر أيضا بحكم منصبها.

وختم ديفيس بأن هناك درسا من هذا الأمر لوسائل الإعلام والمجتمع المدني والدبلوماسيين وباراك أوباما وهيلاري كلينتون وغيرهم، وهو أننا لا نستطيع الاعتماد على الروايات البسيطة، وأن القيام بذلك هو مخاطرة.. ومن أجل ضمان الحرية والديمقراطية الحقيقية وحماية حقوق الإنسان نحتاج إلى أكثر من مجرد رموز.

من جانبه أشار مقال بصحيفة إندبندنت إلى الالتماسات التي تدعو لتجريد سان سو تشي من جائزة نوبل التي حصلت عليها كمدافعة عن حقوق الإنسان طوال عمرها كمعارضة لنظام الحكم في ميانمار.

وقالت الصحيفة إن حقيقة الأمر هي أنه ليس هناك آلية لذلك، ولكن الأمل هو أن يكون هناك إمكانية لاسترداد المكافأة المالية التي أخذتها، وأن تذهب لإطعام الأرامل واليتامى الذين خلفتهم هذه الأزمة أثناء حكمها.

وذكّرت الصحيفة سان سو تشي بخطابها بمناسبة الجائزة عام 2012 عندما قالت "في نهاية المطاف يجب أن يكون هدفنا خلقَ عالم  خال من المشردين والنازحين والبائسين.. عالم كل ركن فيه هو ملاذ حقيقي يوفّر لساكنيه الحرية والقدرة على العيش في سلام".

المصدر : الصحافة البريطانية