بوتين يستغل المستشار الألماني السابق للتفريق بين أميركا وأوروبا

كومبو يضم بوتين وترامب
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يمين) ونظيره الأميركي دونالد ترمب (الجزيرة/الأوروبية)

في مقاله في صحيفة تايمز البريطانية، كتب روجر بويز أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستغل مستشار ألمانيا السابق للتفريق بين أوروبا والولايات المتحدة.

وقال بويز إن المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر أسس حياته السياسية والتجارية على الارتباط بالأشخاص الذين يراهم زملاء من ذوي الشخصيات المسيطرة. وأضاف أن الأطول أمدا من رفاق شرودر هو فلاديمير بوتين. وهو الآن على وشك الانضمام إلى مجلس إدارة شركة النفط الروسية العملاقة روزنيفت التي فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات هذا الصيف.

وألمح الكاتب إلى وجود ترحيب بشرودر في بلاط الكرملين. وقال إن هذا التحرك يمثل أكثر من فرصة عمل مع هذه البطانة، لأن هذا المحور الشخصي جدا من المفترض أن يضمن زيادة التأثير الروسي داخل الاتحاد الأوروبي في الوقت الذي يفقد فيه بوتين ثقته في إدارة ترمب، بعد أن كانت موسكو تعلق آمالا عليها لتخفيف العقوبات.

وأشارت الصحيفة إلى أن سياسة الطاقة الروسية كانت تتعلق بإقامة روابط إستراتيجية مع دول مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، مما أدى إلى ضرب المنافسة التجارية واستخدام الغاز بشكل خاص للتأثير السياسي على الدول الصغيرة في أوروبا الوسطى والبلقان. أما اليوم فإن الصورة أكثر تعقيدا، وبالنسبة لبوتين، الذي سيعلن عما قريب عزمه على الترشح لرئاسة روسيا مرة أخرى، فالأمر يدعو للقلق.

‪المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر‬ المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر (غيتي إيميدجز)
‪المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر‬ المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر (غيتي إيميدجز)

وأفاضت الصحيفة في ذكر المشاكل التي يواجهها بوتين، وأشارت إلى أنه يعالجها بطريقتين. الأولى من خلال التفريق بين الولايات المتحدة وأوروبا بسبب قضية العقوبات على روسيا بعد انقطاع الأمل في إدارة ترمب لتخفيفها.

والثانية من خلال إقناعه أوروبا بأن أمن الطاقة يعني إمدادات موثوقة وبأسعار معقولة بدلا من الاضطرار إلى القيام بالمزايدة السياسية لموسكو. وسيتطلب الأمر بعض الجهد لإقناع دول مثل بولندا. كما أن اعتماد دول البلقان على الغاز الروسي والتأثير غير الدقيق الذي تمارسه موسكو على صنع القرار المحلي قد لاحظه محللو المخابرات الغربيون لأكثر من عشر سنوات.

وهنا يمكن لشرودر أن يلعب دورا في كلا الهدفين نظرا للصداقة القديمة مع بوتين منذ عام 2003 عندما اتخذ موقفا وهو مستشار لألمانيا ضد حرب جورج بوش على صدام حسين. وقد ساعده الشعور المعادي للأميركيين في الفوز في الانتخابات وازدراء فريق بوش والإعجاب الذي لا يزال مستمرا ببوتين.

وقال الكاتب إن بوتين، المعجب بالفضائل الألمانية منذ أيامه في المخابرات الروسية في درسدن، يبدو أنه يعتقد أن ألمانيا يمكن أن تصبح شريكا خاصا بعد إعادة انتخاب المستشارة أنجيلا ميركل المفترض هذا الشهر وإعادة انتخابه هو العام المقبل.

وأضاف أن العلاقة قد لا تكون بالحميمية نفسها التي يتمتع بها مع شرودر، ولكنها مع ذلك ستكون محاولة لإعادة ضبط الأمور، حيث سيعرض تخفيفا للأزمة الأوكرانية مقابل رفع عقوبات الاتحاد الأوروبي عن قطاع الطاقة الروسي. ويرى شرودر ورفاقه في الحزب الاشتراكي الديمقراطي في برلين أن ذلك سيكون صفقة معقولة. ومع ذلك من المستحسن أن تحترس ميركل من فخ الفيل هذا.

المصدر : تايمز