واشنطن بوست: حرب استنزاف طاحنة بالرقة

Kurdish fighters from the People's Protection Units (YPG) run across a street in Raqqa, Syria July 3, 2017. REUTERS/Goran Tomasevic TPX IMAGES OF THE DAY
مقاتلون أكراد من وحدات حماية الشعب يهرولون في طريق بالرقة في يوليو/تموز الماضي (رويترز)

قال تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأميركية إن الحرب بالرقة تحوّلت إلى حرب استنزاف طاحنة، وإن قوات سوريا الديمقراطية تواجه صعوبات كبيرة وتتكبد خسائر فادحة في كل شبر تحقق فيه تقدما ضد تنظيم الدولة.

وأوضح التقرير أن قوات سوريا الديمقراطية تحارب في بعض الأحيان من منزل لمنزل وتتعرض لهجمات انتحارية في أزقة ضيقة، في الوقت الذي تنتظر فيه لمعرفة إن كان مقاتلو تنظيم الدولة سيرسلون المزيد من المتفجرات وسط المدنيين الهاربين.

وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي إن معركة الرقة تختلف تماما عن أي معركة خاضوها من قبل، مضيفا أن تنظيم الدولة يدافع الآن عن عاصمته.

حتى الموت
وأضاف أن المعارك السابقة ضد التنظيم تنتهي عندما يتراجع مقاتلوه -فيما يبدو- للحفاظ على قوتهم البشرية لمعارك تالية، "أما في الرقة الآن فإنهم يقاتلون حتى الموت" إذ إنها محاصرة من كل الجوانب ولا تالي لها.

وقال المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق وسوريا، العقيد ريان ديلون -الأسبوع الماضي- إنه بعد شهرين من القتال الكثيف في الرقة استولت قوات سوريا الديمقراطية على 45% من المدينة، وهو رقم ظل ثابتا لأكثر من أسبوع.

‪أمهات يحملن أطفالهن ويغادرن الرقة‬ (رويترز)
‪أمهات يحملن أطفالهن ويغادرن الرقة‬ (رويترز)

وبينما يقول البنتاغون إن قوات سوريا الديمقراطية تحقق تقدما مستمرا، إلا أنها تدفع تكلفة عالية للغاية عن كل شبر من تقدمها، فهي ليست مثل القوات العراقية التي استعادت الموصل بعشرات الآلاف من الجنود والاحتياط، بل أعدادها قليلة وما لديها من المعدات الثقيلة مثل المركبات والدبابات أقل كثيرا.

دفاعات التنظيم
وأشار التقرير إلى أن دفاعات تنظيم الدولة في الرقة تتضمن السيارات الانتحارية والقناصة والمفخخات والطائرات المسيرة المسلحة، بالإضافة إلى الخلايا النائمة وسط الأحياء التي استعادتها قوات سوريا الديمقراطية.

وتشير التقديرات إلى وجود ما بين عشرة آلاف إلى 25 ألفا من المدنيين العالقين في الأحياء التي لا تزال تحت سيطرة تنظيم الدولة، يعانون من ندرة الطعام والغلاء الفادح في الأسعار ويعيشون في خوف دائم من الغارات اليومية التي تشنها المقاتلات الأميركية.

وذكر التقرير أن الإصابات بين من ينجحون في الفرار مرتفعة للغاية، إذ قالت منظمة أطباء بلا حدود إن أطباءها عالجوا أكثر من أربعمئة مدني جريح بنيران القناصة أو الألغام الأرضية المزروعة في طريق هروبهم.

فقدوا طفولتهم
وقال أطباء أطفال إنهم لم يشاهدوا في حياتهم حدة في علامات الصدمة النفسية كالتي رأوها لدى الأطفال الهاربين مع أهلهم من الرقة. وقالت الطبيبة مع اليونيسيف راجية شرهان إنها لم تر طفلا في الثانية من عمره لا يحاول صد الطبيب الذي يتفحصه، "هؤلاء يرقدون في استسلام تام".

وأضافت شرهان إنهم يرون الصدمة واضحة في عيون الأطفال الهاربين مع أمهاتهم، "لقد كانوا ملتصقين بصدور أمهاتهم وهم يسمعون الصراخ والعويل طوال الطريق. من المؤكد أنهم فقدوا طفولتهم".

وتقدر وزارة الخارجية الأميركية أن تطهير الرقة من المتفجرات التي لم تنفجر والفخاخ يحتاج إلى شهور إن لم تكن سنوات بعد طرد تنظيم الدولة من المدينة، موضحة أن مقاتلي التنظيم في الموصل والرقة أيضا، أتقنوا كيفية إخفاء وزراعة الألغام والمتفجرات الأخرى، إذ درجوا على إخفائها في أماكن غير متوقعة مثل مولدات الكهرباء وحتى الجثث.

المصدر : واشنطن بوست