الرئيس دونالد ترمب يستغل إعصار هارفي لصرف الانتباه عن تصرفاته المخزية، ويواصل أسلوبه في التأكيد مرة أخرى أنه غير مؤهل لمنصبه، وفق افتتاحية لصحيفة إندبندنت اليوم.
اهتمت بعض عناوين الصحف البريطانية الصادرة اليوم بإعصار هارفي الذي اجتاح مدينة هيوستن في ولاية تكساس الأميركية وأسفر عن عدد من القتلى وتشريد المئات.
فقد اتهمت "نيويورك تايمز" الرئيس باهتمامه الساذج بالطبيعة التاريخية للإعصار واهتمامه بحجمه أكثر من اهتمامه بمحنة الضحايا عندما غرد قائلا "رائع، الآن الخبراء يسمون هارفي فيضانا لا يحدث إلا مرة واحدة كل خمسمئة سنة! ولدينا جهد متكامل والأمور تجري على ما يرام!".
ورأت الصحيفة أن النخبة الليبرالية الأميركية أكثر اهتماما بتصريحاته المتغطرسة التي تذكرنا بأن هذا الرئيس يفتقر إلى الأخلاق واللغة المتوقعة في البيت الأبيض من اهتمامها بما يظهره للأمة بأنه يراقب التطورات وجهود الإنقاذ.
ومع ذلك أشارت الصحيفة إلى وجود مخاطر سياسية كبيرة على ترمب أثناء معالجة إدارته لأول كارثة طبيعية كبيرة تواجهها حيث تكثر المزالق في كل مكان.
ارتكاب أي خطأ مع هذا النوع من الكوارث يصم سمعة الإدارة الأميركية بعدم كفاءة لن تنمحي من سجلها |
وقالت إن ارتكاب أي خطأ مع هذا النوع من الكوارث يصِم سمعة الإدارة بعدم كفاءة لن تنمحي من سجلها، كما حدث مع الرئيس جورج دبليو بوش الذي لم يتعافَ أبدا من تصويره وهو يرى الدمار الذي خلفه إعصار كاترينا من مقعده المريح خلال نافذة طائرة الرئاسة.
وأشارت الصحيفة إلى أن عزم ترمب على زيارة تكساس اليوم لن يكون في صالحه، حيث إنه أدين الجمعة بسبب مغادرته البيت الأبيض والذهاب إلى كامب ديفد في الوقت الذي تكشفت فيه كارثة الإعصار. وقالت إن مثل هذه التصرفات من أكثر الرؤساء غير التقليديين تجعله هدفا سهلا.
وختمت بأنه مع تصاعد سخرية النخبة الليبرالية الأميركية من عادة تغريدات الرئيس، يبدو أن العديد من النقاد قد عزموا أمرهم لإفشال ترمب حتى قبل معرفة عدد القتلى من الإعصار والفيضانات القاتلة في هيوستن.
وفي السياق، علقت افتتاحية "تايمز" بأن إعصار هارفي يقدم للرئيس ترمب فرصة ليس فقط للقيادة ولكن أيضا للتعلم. وقالت إن الكوارث الطبيعية تبرز نقاط القوة والضعف في الحكومة الفدرالية الأميركية. وضربت مثلا بإعصار كاترينا وكيف بات واضحا أن واشنطن كانت غير مستعدة له بشكل مؤسف.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترمب يواجه الآن إعصار هارفي وأن عليه وهو متوجه إلى تكساس اليوم أن يقنع الأميركيين بأن السلطات الفدرالية غير محكوم عليها بتكرار نفس الأخطاء، ومع تحول العاصفة إلى فيضان سيكون في هذا الأمر اختبار حقيقي لمهارات الرئيس التنفيذية.
وقد يكون هذا هو الوقت المناسب ليعرف ترمب أن هذه هي اللحظة التي تتطلب قيادة متعاطفة تظهر أنه يستطيع أن يقود ويوحد، بل ويتعلم أيضا من هذا التدفق من التضامن الوطني الذي يظهره الناس في تقديم المساعدة بكل وسيلة متاحة.