إندبندنت: غزة على شفا أزمة إنسانية

GAZA CITY, GAZA - JULY 23: Maha Zant makes tea by cell phone light at her home in the Al-Zahra district on July 23, 2017 in Gaza City, Gaza. For the past ten years Gaza residents have lived with constant power shortages, in recent years these cuts have worsened, with supply of regular power limited to four hours a day. On June 11, 2017 Israel announced a new round of cuts at the request of the Palestinian authorities and the decision was seen as an attempt by Presiden
غزاوية أحال انقطاع الكهرباء مطبخها لظلام فلجأت لهاتفها النقال لتستمد منه ضوءا يساعدها بإعداد الطعام لأطفالها (غيتي)

حذرت صحيفة بريطانية من أن الحياة في غزة تسير من سيئ إلى أسوأ، وأن الوضع هناك ينذر بكارثة إنسانية، وذلك بعد انقضاء ثلاث سنوات على آخر حرب خاضتها حركة حماس -التي تدير القطاع- مع إسرائيل.

وذكرت "ذي إندبندنت" -في تقرير بعددها الصادر اليوم السبت- أن أزمات المياه والكهرباء المتفاقمة في القطاع بلغت ذروتها على الرغم من وعود إسرائيل السابقة بإحداث تغيير في حياة السكان.

غير أن تل أبيب لم تف بأي من وعودها بإصدار مزيد من تصاريح السفر للسماح للفلسطينيين من الخروج من "السجن المفتوح" بل على العكس فقد حصل عدد قليل من سكان غزة على إذن بالسفر وحُرم الكثيرون من المغادرة حتى لأسباب صحية. كما ظل المعبر المؤدي إلى مصر مغلقا.

ووفقا لتقرير أصدره المجلس النرويجي لشؤون اللاجئين مؤخرا، فإن ثلث المنازل البالغ عددها 11 ألفا التي دمرتها حرب عام 2014، أُعيد بناؤها. وأدت تداعيات حربين شهدتهما غزة وعشرة سنوات من الحصار البري والبحري إلى انهيار فعلي للاقتصاد، فقد قفز معدل البطالة إلى 41%، ووصل إلى 60% وسط الشباب، بينما ظلت غارات الجيش الإسرائيلي الجوية تشكل تهديدا دائما.

العربات التي تجرها البغال والحمير باتت وسيلة لنقل البضائع في ظل ارتفاع أسعار الوقود في غزة
العربات التي تجرها البغال والحمير باتت وسيلة لنقل البضائع في ظل ارتفاع أسعار الوقود في غزة

وبات الفقر المدقع الذي يرزح تحته مليونا شخص -هم تعداد سكان قطاع غزة- سمة حياتهم اليومية. وجراء ارتفاع رسوم ترحيل الوقود التي فرضتها السلطة الفلسطينية لإضعاف قبضة حماس على القطاع، لا يحصل السكان سوى على ثلاث ساعات من الإمداد الكهربائي في اليوم رغم تحذير المستشفيات من أن انقطاع التيار الكهربائي يعرض حياة المرضى للخطر.

ومضت الصحيفة إلى القول إن 96% من امدادات المياه في غزة غير آمنة وخزان المياه الجوفية الوحيد ملوث بمياه الصرف الصحي، كما أن محطات تحلية المياه الثلاث باتت خارج الخدمة.

والحالة هذه، وصفتها الأمم المتحدة في تقرير صادر في يوليو/تموز الماضي بأن قطاع غزة بعد عشر سنوات من الحصار لم يعد مكانا صالحا للعيش، وأنه يتقهقر بسرعة.

وبينما بدأت ما تصفه إندبندنت بالحرب البطيئة -التي تشنها السلطة الفلسطينية على قطاع غزة- تؤتي أُكلها، فليس ثمة ما يدعوها للتراجع عنها. وكشفت الصحيفة أن ثمة شائعات تحوم في غزة ورام الله بأن الرئيس محمود عباس يفكر في انتزاع السيطرة من حماس بإعلان القطاع "منطقة تمرد" وهو ما يعتبر بمثابة إعلان حالة الطوارئ.

ورأت الصحيفة أنه إذا ما تحقق هذا السيناريو، فمن المحتمل أن تُغلق المؤسسات المالية أبوابها وتُجبر منظمات الإغاثة الدولية مثل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) على الرحيل.

على أن مثل هذا القرار قد يفضي إلى مصاعب أشد على سكان غزة. ويبدي البعض خوفهم من أن يؤدي الوضع المتدهور إلى اندلاع العنف مجددا نهاية المطاف بين القطاع وإسرائيل، فقد أعرب 56% من الإسرائيليين في استطلاع رأي أجرته قناة إخبارية محلية عن اعتقادهم بأن الحرب مع حماس ستقع "لا محالة" قبل نهاية العام الجاري.

المصدر : إندبندنت